الخرطوم- طرابلس- واشنطن- القاهرة- وكالات

كشفت تقارير إعلامية أمس الخميس أن طائرات يشتبه في أنها أمريكية أو إسرائيلية هاجمت في شهر يناير الماضي قافلة لمهربي أسلحة في شمال السودان بالقرب من الحدود المصرية كانت تحمل أسلحة مهربة يعتقد أنها كانت في طريقها إلى قطاع غزة عبر الصحراء المصرية.

وقال اثنان من كبار الساسة السودانيين أمس الخميس اشترطا عدم ذكر اسميهما نظراً لحساسية القضية إن الهجوم وقع في منطقة نائية في شرق السودان، لكنهما لم يكشفا عمن نفذ الهجوم، غير أن تقارير إعلامية في مصر والولايات المتحدة أشارت أمس إلى أن طائرات أمريكية أو إسرائيلية ربما نفذت الهجوم وأوقعت 39 قتيلاً.

وأكدت محطة (سي.بي.إس) التلفزيونية الأمريكية أن الطيران الإسرائيلي شن في يناير الماضي هجوماً على قافلة من 17 شاحنة محملة بأسلحة كان يفترض تهريبها إلى حركة حماس في قطاع غزة، وذكرت (سي.بي.إس) أن الغارة أسفرت عن سقوط 39 قتيلاً.

كما أكد وزير الدولة السوداني للنقل مبروك مبارك سليم وهو متمرد سابق من شرق السودان حدوث الغارة.. وقال هناك تجاراً من جنسيات مختلفة يقومون بعمليات تهريب غير مشروعة للأسلحة.

وقال (إن هؤلاء التجار يستخدمون الفقراء من شرق السودان في عمليات التهريب فهم الذين يقودون السيارات ويدلونهم على الطرق في الصحراء)، وأكد أن السودان أصبح معبراً لهذه التجارة، لكنه ليس مشاركاً فيها، وسيكون لأي تأكيد علني بوقوع هجوم أجنبي وقع كبير في السودان، حيث تتوتر العلاقاتبالفعل مع الغرب في أعقاب قرار المحكمة الجنائية الدولية الشهر الماضي باعتقال الرئيس عمر حسن البشير في اتهامات بجرائم حرب في دارفور.

وأمام هذه الاتهامات كثف الرئيس عمر البشير زياراته لعدد من البلدان الإفريقية لبحث قرار التوقيف مع القيادات الإفريقية وبحث الوضع السياسي والإنساني في دارفور.

وواصل البشير حتى يوم أمس زيارته رغم صدور قرار التوقيف.. فبعد زيارات قادته إلى إريتريا ومصر، وصل البشير أمس إلى ليبيا وبحث مع الزعيم الليبي معمر القذافي الوضع الإنساني بدارفور.

وبحسب بيان مشترك صدر في ختام الزيارة وتلاه وزير الخارجية السوداني الور دينق ونشرته وكالة الأنباء الليبية (جانا) اتفق القذافي والبشير على ضرورة الاهتمام بالوضع الإنساني في دارفور واتفقا على العمل معاً لسد الفجوة حول تقييم البعثة المشتركة بين الأمم المتحدة وحكومة السودان.

وأكدت حكومة السودان على ذلك استعدادها لسد الفجوة في الوضع الإنساني بدارفور لاستقبال شركاء جدد حسب الاتفاق بين السودان والأمم المتحدة.

وحول قرار الاعتقال وتأكيد الخرطوم لحضور البشير للقمة العربية بالدوحة أكد مسؤول في جامعة الدول العربية أمس أن القمة العربية الحادية والعشرين التي ستنعقد في الدوحة الاثنين المقبل ستشدد في بيانها الختامي على موقف عربي موحد متضامن مع الرئيس عمر البشير.

بالمقابل طالب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورين أوكامبو المجتمع الدولي بالتضافر من أجل تنفيذ أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة بحق البشير.

وقال أوكامبو في تصريحات لإذاعة (دويتشلاند كولتور) الألمانية أمس إن هذه القضية تمثل اختباراً للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وتساءل: (هل ستحشد البشرية قوتها لمنع تكرار حدوث هذا النوع من الجرائم؟.. هذا هو المحك الحقيقي).

وقال أوكامبو أن جميع الدول مطالبة الآن بالتعاون من أجل تنفيذ أمر الاعتقال بحق البشير.