القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج
أكد الرئيس المصري حسنى مبارك أن السلام العادل والشامل وفق ما دعت إليه المبادرة العربية هو الضمانة الحقيقية لأمن واستقرار الشرق الأوسط بكافة دوله وشعوبه، بما في ذلك الشعب الإسرائيلي. كما أكد الرئيس مبارك ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعه لقيام دولته المستقلة لتعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في أمن وسلام. جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بالرئيس مبارك بمناسبة مرور ثلاثين عاما على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.
إلى ذلك خرجت صحف القاهرة أمس بهجوم حاد على المعاهدة والمطالبة بإلغائها خاصة الصحف اليسارية والقومية والأقلام ذات التوجه الإسلامي، فيما جاءت الصحف الحكومية أقل حدة في الهجوم على المعاهدة، لكنها كثفت هجومها على إسرائيل بسبب عدم احترامها للسلام، وفيما هاجم المعارضة الرئيس السادات رأت فيه الصحف الحكومية أنه كان سابقا لعصره وصاحب نظرة مستقبلية استطاع بها أن ينهى تاريخا طويلا من الحروب ويجنب مصر ويلاتها، لكن الصحف باختلاف ميولها احتفت بإعلان وزارة الخارجية عدم احتفال مصر بالذكرى الثلاثين لإبرام معاهدة السلام مع إسرائيل، ونقلت الصحف عن المتحدث باسم الخارجية أنه ليس من المقرر إقامة أي احتفال في القاهرة، ولم يفسر المتحدث سبب عدم وجود أي احتفال. وفي مقاله (انتباه) يتساءل الكاتب كرم جبر رئيس مجلس إدارة مؤسسة روز اليوسف: ماذا كان يحدث لو لم يوقع الرئيس الراحل محمد أنور السادات على معاهدة السلام مع إسرائيل التي يمر عليها 30 عاما؟ وقال إن الإجابة هي أن مصر كانت ستدخل حربا جديدة مع إسرائيل لاستكمال تحرير أراضيها، فالسنوات الست التي سبقت حرب أكتوبر المجيدة كانت على المصريين ستة قرون كاملة، واستمرار الاحتلال كان مستحيلا. ويرى الكاتب أنه لو لم يوقع السادات فالبديل الوحيد كان الحرب بكل أهوالها وتداعياتها، الحرب التي التهمت آلاف الشهداء والأرواح، واستنرفت موارد البلاد، وأعادتها مائة عام إلى الوراء.