المواقف التي يمتحن فيها الرجال كثيرة، ولكن كلما كان الموقف أحلك وأصعب كلما اتضح لك معدن الرجل الذي أمامك والعجب أن كل من لبس لباس الرجال سمي رجلاً وكأن الرجولة لباس محض!!، فكم من الذكور ولا أسميهم رجال من تتبرأ منهم ملابس الرجال التي يلبسونها وكذلك مجالس الرجال التي يغشونها وعلوم الرجال التي يتشدقون بها!!، الرجولة غالية وعالية بل هي فوق هام المجد ليس كل من تغنى بها أو تسمى بها نالها!!، إنها كليالي تلك الحسناء الرائعة في كل شيء والتي يدعي أناس كثر وصلها لكنها هيهات أن تقر لهم بذلك، فالرجولة مدعوها كثر والمستحقون لها نُدر!!.
علينا قبل أن نتشدق بالرجولة شعراً ونثراً وتقمصاً أن نكون رجالاً بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى!!، فأي رجولة لمن لا يعرف الوفاء مع أقرب الأقربين من والد ووالدة وزوجة وزج وأبناء وبنات؟!، وأي رجولة لمن لا إرادة لديه ولا ضبط للنفس عنده؟!، وأي رجولة لمن همته ساقطة وتطلعاته لا تتجاوز أخمص قدميه؟!، وأي رجولة لمن لا يرى إلا نفسه وشعاره: (أنا وليهلك الآخرون)؟!.
نتفق جميعاً أن فاقد الشيء لا يعطيه لذا لا يمكن أن نربي من تحت أيدينا على المراجل وعلوم الرجال وصفاتهم وآدابهم إذا كنا نفتقدها!!، ولو تأملنا عبر مراحل التاريخ لوجدنا أن عظماء قلائل فقط استطاعوا أن يربوا من حولهم حتى أصبحوا رجالاً بكل معاني الرجولة ولا غرابة ولا سر في ذلك فهم في الحقيقة قبل أن يربوا من حولهم تربوا وربوا أنفسهم فكانوا رجالاً واستحقوا وسام الرجولة عن جدارة ويا له من وسام!!.
amaljardan@gmail.com