تابعنا تصريح معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن إطلاق ندوة الحسبة في المملكة وعناية الدولة بها ونحن نبارك للرئاسة العامة هذه التطورات الأخيرة التي بدت ظاهرة في عنايتها بمجالات البحث والتطوير، وفي رأيي أن توجه الرئاسة لإثراء ثقافة الحسبة لدى العاملين والمجتمع من خلال هذه الندوة يعد خطوة مهمة في مسيرة الإصلاح.
وباستعراض المحاور المعلنة في هذه الندوة نلمس فيها السعي لتأصيل عدد من المفاهيم والقضايا الاحتسابية، إضافة إلى الرغبة في قراءة المستقبل لهذه الشعيرة.وبما أن هذه البحوث ستكون محل العناية من الهيئة والمجتمع فالأمل كبير في أن تقدم هذه البحوث إضافة نوعية في الإطار النظري والشأن العملي في المجال الاحتسابي.
لا تقل أهمية التنظير عن أهمية الطرح العملي كما قد يُظن، فحين تقدم الأطروحات العملية آليات سهلة التناول والتنفيذ حول قضايا محددة تأتي الأطروحات النظرية لتفتح آفاق شاسعة أمام الفكر والعقل ليصوغ منها العديد من الوسائل العملية لمختلف القضايا، وفي هذا يقول أحد الباحثين: (إن مهمة التنظير أن يقدم الأسباب الحقيقة للأزمات والمشكلات، وأن يقدم أيضاً مقاربات لجذور تلك المشكلات وأطوارها التاريخية وشرحاً للعلاقات التي تربط بين المشكلات السياسية والاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية، كما أن مهمته أيضاً أن يدل على المعالم الأساسية في طريق الخلاص).
كثيرون هم المتعاطفون مع جهاز الهيئة وهذا أمر ليس بمستغرب على مجتمع الفضيلة، ولكن العاطفة لا ينبغي أن تنحى بنا عن مواجهة التحديات والمشكلات والتعرف على أوجه القصور والأخطاء أقول هذا الكلام لأنني أعلق آمالاً كبيرة على ما سيطرح في هذه الندوة والتوصيات المنبثقة عنها ألا تستجرها العاطفة لتحاشي المشكلات أو التحسس من مواجهة التحديات.
zmaa33@gmail.com