(إن الحوار يحتاج إلى إنصات للآخر باهتمام والمشاركة الوجدانية وليس النصح وإبداء الرأي) وهو استخدام الحديث لتوصيل معلومة تساعد زوجك - زوجتك على فهمك.
فعلى الرجل أن يتكلم مع زوجته ولا يرد عليها بإجابات محددة؛ فهي تريد المشاركة كأن يقول الزوج: ما شاء الله عليك اليوم ملابسك جميلة. وأيضاً عندما تسأل المرأة زوجها بشأن أمر ما فلا يرد عليها أن تحترم صمته فهو يفكر بصمت بالإجابة ولا يمتلك سيكولوجية المرأة التي تفكر بصوت مسموع وتعبِّر عن انفعالاتها بسرعة، بل هو يسيطر على انفعالاته أياً كان صنفها ومن ثم يعبِّر عنها.
فالرجل يقمع انفعالاته ولا يريد أن تعتقد زوجته أنه لا يستطيع حل مشاكله فهو لا يحب الوعظ من زوجته ما لم يطلب منها، والرجال حينما تعصف بهم مشكلة مع زوجاتهم يخرجوا من البيت وذلك ليفكروا بشكل أفضل، بينما المرأة كونها تفكر بصوت مسموع فهي تريد حلاً للمشكلة الآن وفي الحال فنجدها تتذمر من خروج زوجها وتريد أن تكمل المناقشة وإن كانت لا ترى تجاوباً من زوجها فحاجتها للكلام حينما تواجهها مشكلة تفوق الحاجة لوجود حل وهي بذلك لا تحترم صمت زوجها ولا تتركه يخرج إن أراد ذلك فتزداد حدة التوتر والخلاف بين الزوجين وتظهر التصرفات والانفعالات الخاطئة والقادحة بحق كلا الطرفين.
وإن من أبسط الأساليب التي تعد من الطرق الحوارية أن يلمس الشريك بيديه شريكه ولا يرمي عليه بثقل المسؤولية التامة للخلاف؛ فمثلاً على الزوجة أن تقول حينما تواجه اختلافاً مع زوجها: ماذا تفعل أنت لحل هذه لمشكلة أريد رأيك, ومع هذا عليها أن لا تستعجل الإجابة ولا تطالب بها.
وعلى الزوج أن يتقبل انتقاد زوجته المباشر واللطيف في الوقت نفسه ولا يكبت مشاعرها، فكبت المشاعر يبذر بذور الكره فلا ضير أن يقول الزوج لزوجته: أعتقد أنك صادقة وإن شاء الله سوف أنتبه لذلك وأعالجه في المرات القادمة, تفهمها وتقبل مشاعرها ومن ثم وضح في مواقف أخرى أسبابك التي دعت لتصرف كذلك. وأيضاً على الزوجة أن يكون حديثها مع زوجها صريحاً ومباشراً فمثلاً إن أرادت أن تذهب لأحد المحلات التي سوف تصادفهم في الطريق عليها أن لا تقول هل ستقف لنذهب لذلك المحل لأنه حينها سيجيب بلا ولكن قولي له: إنني أريد أن نذهب معاً لذلك المحل هل تستطيع عمل ذلك من أجلي لو سمحت.
وحينما يتأخر الزوج عن المنزل وتكون الزوجة قد أمضت وقتاً طويلاً تنتظره وأتى عليها لا تقول: أنت لك أكثر من ساعة متأخر, بل عليها أن تقول: لي ساعة أنتظرك عسى يكون تأخرك خيراً.
إن حوار الزوجين لبعضهما لا تقوم له قائمة إلا بمعرفة الشريكين لاحتياجات بعضهما وطبيعته فليحرص كل منهما على هذا الأمر فمنه يقيم الحب أعمدته وتوثق الحياة الزوجية برباط المودة.