ذات يوم من أيام الصيف وبالقرب من خندق مائي يحيط بقصر أحد الحكام كانت البطة الأم تراقب بيضها وهو يفقس واحدة بعد الأخرى إلا واحدة كانت كبيرة على نحو غير معتاد في بيض البط.
أكدت بطة عجوز أنها بيضة دجاجة رومية وحذَّرت الأم من أن الفراخ الرومية تخاف الماء. وعندما فقست البيضة خرج منها فرخ دميم وغريب الشكل وخشيت الأم أن يكون فرخاً رومياً فقالت في نفسها: لا بد أن اصطحبه إلى الماء حتى لو اضطررت لدفعه فيه.
قادت الأم فراخها إلى الماء وتقافزت الفراخ واحد تلو الآخر ببراعة ومن بينهم الفرخ الدميم. فقالت الأم: (أبداً هذا ليس بفرخ رومي، بل ابني). وعندما تجمعوا في ساحة البط أخذت الفراخ جميعاً تضايق الفرخ الدميم لأنه كان مختلفاً جداً عنها،كان البط الكبير يعضه والدجاج ينقره، حتى الفتاة التي كانت تطعمها كانت تركله وإخوته وأمه يتجاهلونه. فتملكه اليأس وطار فوق السور فرَّ إلى المستنقع.
فقابل بعض الأوز الودود ولكن سرعان ما بدأ الصيد، أصاب الرصاص الأوز وصارت البحيرة حمراء من لون الدماء وجاء كلب ليمسك لصاحبه بالأوز الميت فتملك الفرخ رعب لا حد له. وفي الليل هرب الفرخ من المستنقع حتى أتى مزرعة تعيش فيها عجوز ومعها هرة ودجاجة. كان الهر سيد البيت والدجاجة سيدته. وكان لكل منهما رأيه في كل شيء .ظن الفرخ أن من حقه أن يرى خلاف ما يرون لكنهما رفضا ذلك رفضاً قاطعاً.كان الفرخ آمناً في ركنه. لكنه كان يتوق للخروج وإلى الماء فأفضى للدجاجة بسره لكنها أكدت له أن الكسل هو مصدر هذه الأفكار السخيفة لذا عليه أن يشغل نفسه بعمل ولكن شغفه ازداد وخرج.
كان الفرخ بطبيعته يحب السباحة والغطس في الماء لكن المخلوقات الأخرى استمرت في إقصائه وفي إحدى أمسيات الخريف شاهد الفرخ سرباً من الطيور البيضاء ذات الأعناق الطويلة (طيور البجع). شعر الفرخ بارتباط غريب بها وعلى الرغم من أنها اختفت سريعاً عن نظره إلا أنه لم ينس قط تلك المخلوقات المذهلة.
حلَّ الشتاء وكان الفرخ المسكين مضطراً للسباحة في أنحاء متفرِّقة حتى لا يتجمد سطح الماء كله لكنه في النهاية أصابه التعب وعلَّق في الثلج حتى رآه مزارع وأنقذه.
أقبل الربيع واختبر الفرخ جناحيه فأحدث دوياً وهما يحملانه إلى حديقة جميلة وعندما هبط على الماء رأى الطيور الجميلة مرة أخرى لكنها كانت قادمة نحوه هذه المرة وريشها منفوش فخاف أن تركله ركلة فيها موته بسبب شكله الدميم استسلم الفرخ وانحنى برأسه نحو سطح الماء الساكن وفجأة رأى انعكاس صورته - واكتشف أنه هو نفسه من البجع.
(حينما لا نستسلم لإحباطات الآخرين لنا ونؤمن بإمكاناتنا وننصت لصوت قدراتنا فإننا نصل لحقيقتنا).