إن من أصعب الأسئلة التي قد تسألها لنفسك: (هل أنا سعيد؟)، وقد يكون هذا في خلوة الفرد بنفسه، أو حينما يعبر أمامه موقف ما فينظر لنفسه وأياً تكن حالته فقد يكون وصل لأعلى المناصب ويملك كل ما يتمنى ولكن حينما يسأل نفسه تثار في نفسه صراعات كثيرة فيكتشف أنه قد انشغل بطاحونة الحياة وأرهقه روتينه اليومي ولا يملك الرضا الداخلي فيعرف حينها منشأ قلقه واضطراباته.
يغفل الكثيرون أن السعادة في سكينة واطمئنان القلب الذي سيؤدي إلى استمتاع الإنسان بحياته، وهو ما قاله الإمام ابن القيّم رحمه الله، حيث يقول: (في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه إفاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص له ولو أعطي الدنيا وما فيها فلم تسد تلك الفاقة أبداً).
الصلة الربانية صلة الأرض بالسماء وحدها ما تجعل الإنسان مطمئناً فسعيداً فمن أشغلتهم الحياة وافترستهم الدنيا بملذاتها عن القرب لله لن يجدوا إلا الشقاء.
(توقف الآن وكن بمفردك وابتعد عن الناس, أنصت لإحساسك الداخلي واسأل نفسك هل أنت سعيد؟).