ليس أجمل من هذه الفاتحة:
* أنا قرأت مقالك في تاريخ 26 - 3 - 1430 أعجبني مدحك لماضيك, واعتزازك بجيلك، ولكن هذا لا يعني أن جيلك يخلو من السلبيات, ونحن أيضاً كما لدينا سلبيات لدينا أيضاً إيجابيات، أنا أعترف أن جيلك يفوق علينا ببذل الجهد, وتحمل المسؤولية، والصبر, وكما تتفوقون علينا بتلك الصفات، نحن نتفوق عليكم بالعلم، فالجيل الجديد تفوقوا بالعلم, وتطوروا أكثر بكثير منكم، فأرجوك لا تلغي إيجابياتنا، فنحن جيل الغد والمستقبل الواعد إن شاء الله, نحتاج لتحفيزكم ودعم الأمل منكم. (انتصار عبدالرحمن) عمري 18سنة.
** حياك الله انتصارا، فقد جئت تؤازرين سعينا، نزلت موارد النبع، وهنا أنختِ صغيرتي وأفرحتني أي والله أيما فرح.., هكذا جعلتني أنتقي من بين كل ما ورد، وأقدمك على كل من كاتبني، لأنك هنا تثيرين أكثر من محور، وتحرضين كل الآمال..
تعالي معي نتناقش فيما تقولين لأقول لك عما حضرك أو غاب عنك فيما قرأتِ هنا،..
يا انتصار، لم يكن حديثي عن الجيل السعيد الذي اختار الله لي أن أكون ريشة في جناحه بهدف جعله الأمثل فلا بشر يبلغ الكمال، فإذن كيف تبلغ به حياته الكمال؟.. الحياة صغيرتي ماضية لما شاء الله تعالى لها أن تكون كيفما تؤتي ثمار الإنسان فيها، غير أننا نملك يا انتصار ما يجعلنا دؤوبين على الانتصار، فما الذي نملك؟ وما الذي علينا الانتصار عليه، لنبلغ من النجاح أول الطريق ومن ثم ما شاء لنا جهدنا؟.. إن ما نملكه هو كل وسيلة هيأنا بها الله تعالى للعمل حين قدر لنا أن نكون فكنا، وأولها العقل، والبصر والسمع، والإحساس ومن ثم بقية ما فينا، ثم إن الله تعالى قد هيأ للعقل بوتقاته من علم جاء به كتابه الكريم وسنة نبيه العظيم، ومن علم قدر لعقل الإنسان فينا أن يبلغه، ثم إن هناك فينا ما علينا أن نشذبه ونروضه وندربه وهو النفس والجوارح لننال غاياتنا من الانضباط، لنفرغ للأمثل فيما ننتج على صعيد ذاتي يخصنا في علاقاتنا بما وبمن حولنا، وعلى صعيد عام فيما ينتج عنا ويفيد الجماعات الأكثر منا, والأبعد عنا، هذا الذي فينا هو نفوسنا، وسلوكنا، ومحورها أخلاقنا، وظاهرها ما نقول، ونفعل، وكيف نفكر، وبأي صورة نتصرف، حدودها مالنا وما علينا، وتحت هذا المحور تقوم دعائم العلاقات ومن ثم العطاءات ومن ثم النتائج والمنجزات.. حيث تبدأ من الفرد، وتنهي للبشرية..، فالحياة الحياة هي خلاصة..
لذلك يا صغيرتي لم يكن الهدف مما قلت هو التمايز الشخصي بين جيلنا وجيلكم، بل التفكر في أمر القرب والبعد عن المعين الصافي الذي شربوا منه فشربنا، ما يقوِّم كل ذلك فينا، واحتياج جيلكم للسقيا منه قراحا نقاء، لينعكس ذلك في دعامات قوام الأخلاق وأبنيتها قبل المظاهر وبريقها، في الجيل ومن بعده، بشكل عام لا فردي, فإن ربيت الأخلاق، أخلاق التصرف والسلوك، وأخلاق التفكير والأداء، وأخلاق التعامل والعمل، وأخلاق التنافس والإيثار, والتنافس والتكافل، استطاعت البشرية أن تعطي بما تحقق لها من السعة في العلم والتطوير في وسائله بما يحافظ على سلامة الحياة بجمال ما في داخل بناتها الذين هم الأجيال الراهنة والقادمة..
آمل يا انتصار أن لا يأتي يا بنيتي يوم تتحسرين فيه على جيلك, حين يبلغ التفريط غايته في الأجيال القادمة..
أما جيلكم من حيث العلم ومنجزاته، والتطور ومستحدثاته، والإيجابيات ومؤثراتها فإنها الثمرة التي قدمتها شجرة الجيل الذي سبقكم فلا تزالون ترتبطون به، بمثل ما سيرتبط بكم الجيل الذي ستخلفون.. فدورة الحياة تراكمية وإن ظهر في حقبها من تفرد.. لكن في النهاية مجيرٌ منجزَه لحساب البشرية.
وفقك الله، فأنت فرحة كبيرة لمثلي، ما ضلت كلمة أرسلتَها هنا إلا عادت لي جملة من الفرح..
أتطلع لك بموجبات ما عندك أن تكوني بصمة مشرقة في دورة الحياة.