* ظل تاريخ نادي الشباب العريق أول ناد يتم تأسيسه بالمنطقة الوسطى في النصف الثاني من عقد الستينيات الهجرية من القرن الفائت ظل يشكل نقطة خلاف وجدل مثير بين أصحاب الرأي حول حكاية التأسيس والمؤسس رغم وضوح الحقيقة الدامغة وحسم الأمر لصالح شيخ الرياضيين (عبدالرحمن بن سعيد)، الذي بنى صرح الشباب وبشهادة المؤرخين بالمملكة، ففي الأسبوع الفائت وعبر برنامج (مساء الرياضية) ظهر أحد أعضاء الشرف بنادي النصر وتحدث عن هذا الموضوع وأكد أن مؤسس نادي الشباب هو (محمد إبراهيم مكي) - رحمه الله - متجاهلاً تماماً الدور الريادي الذي لعبه رائد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى الشيخ عبدالرحمن بن سعيد الذي بنى صرح الشباب طوبة طوبة وقطرات العرق تسكب من على جبينه القطرة تلو القطرة كشاهد على البناء الشبابي وبشهادة معاصري تلك الحقبة ومنهم الشيخ عبدالله بن أحمد والشيخ عبدالحميد مشخص والشيخ عبدالله التويجري وهم من رواد الحركة التأسيسية للمسيرة الشبابية، ولأن التاريخ لا يقبل لتحريف ولا التلاعب بحقائقه وقلب الواقع، لأهداف مكشوفة ومآرب معروفة، فقد كشف لـ(الجزيرة) المؤرخ الرياضي الكبير الدكتور (أمين ساعاتي) أن الشيخ (عبدالرحمن بن سعيد) بنى صرح الشباب الكيان المخضرم، وأضاف قائلا إن فريق الموظفين أول جيل مارس كرة القدم بالمنطقة الوسطى في الستينيات الهجرية من القرن الفائت وتزعمه حمزة جعلي وكان مستشاراً لفريق محمد عبدالله الصائغ - رحمه الله - وضم الفريق الأعضاء يوسف عابد وعبدالله أخضر وحسن أخضر وأحمد صائغ ومحمد إبراهيم مكي وأسماء أخرى كانوا قد انتقلوا من المنطقة الغربية إلى مدينة الرياض في أوائل حقبة الستينيات الهجرية وحتى كونوا فريقاً كروياً سمي ب(الموظفين) كما أسماه الجعلي وكان هذا الفريق الوليد يلعب كل يوم جمعة في أماكن متعددة، في مقر شركة الكهرباء بالملز وأحيانا أمام ميدان المربع، وفي النصف الثاني من عقد الستينيات الهجرية نشب خلافاً بين فؤاد صائغ وحمزة جعلي جعل الفريق ينفصم ويتمخض عنه فريق شباب الرياض الذي يعتبر أول ناد على قيد الحياة أنشئ في المنطقة الوسطى، وزاد رغم أن هذا اتفق عليه كل المؤسسين للحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى إلا أن بينهم خلافا حول العام الذي أسس فيه وحول أول رئيس لشيخ الأندية الذي انشق من الموظفين، ولكن ما صار الاجتماع عليه أخيراً أن الشباب أسس عام 1367ه وأن أول رئيس له هو الشيخ عبدالرحمن بن سعيد مشيرا أن (ابن سعيد) ذكر له وبخط يده أن أول مجلس إدارة لنادي الشباب كان يتكون من: عبدالرحمن بن سعيد وعبدالله بن أحمد ومحمد أحمد صائغ وصالح ظفران ومحمد إبراهيم مكي وكان شعاره يتكون من اللونين الأخضر والأبيض حيث كان يمثل شعار الموظفين الذي اختاره مؤسسه الراحل حمزة جعلي وبعد الانقسام الأول ولد الشباب وأخذ شعار الموظفين بعد أن اضمحل ونحل أواخر عقد الستينيات الهجرية.
* أما رائد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى الشيخ (عبدالله بن أحمد) رحمه الله - الذي كان نائباً للشيخ عبدالرحمن بن سعيد بعد تأسيس الشباب عام 1367هـ فقد أكد الدور الريادي الذي لعبه (ابن سعيد)(1)، في تأسيس الكيان الشبابي حين تحدث للزميل ( فهد الدوس) كمعاصر عن أبرز ذكرياته ومشاهداته على الطبيعة لتلك الأحداث الرياضية التاريخية التي شهدتها ساحة المنطقة الوسطى آنذاك، عبر الزميلة الرياض بالعدد رقم 11514 الصادر في 25-9-1420هـ وقال أما رئاسة الفريق الشبابي فلم يكن هناك أجدر ولا أحق من الشيخ عبدالرحمن بن سعيد باعتباره أول من اقترح الانفصال عن الموظفين وإنشاء ناد جديد ثم قيامه بتوفير كافة المستلزمات المطلوبة للفريق واللاعبين من ألبسة وأحذية ومبالغ للصرف على مساح أرض الملعب وتخطيطه ورشة بالماء إضافة إلى توفير (زمازم) الشاي والقهوة والنعناع والتموين الغذائي من تكور وخلافه للاعبين، فضلا عن وجاهته الاجتماعية وتصديه بشجاعة قيادية لبعض الأهالي الذين هبوا لمعارضة فتح أبواب الأندية آنذاك، وزاد أن ابن سعيد بسماته القيادة وإدارته الحكيمة استطاع اقناع المجتمع النجدي بجدوى قيام الأندية، وهنا يكشف لنا من عاصر تلك الحقبة التأسيسة مدى ما بذله (شيخ الرياضيين) من تضحيات جسيمة وعطاءات خالدة ودعم سخي من أجل قيام وبناء الرياضة بالمنطقة الوسطى, وهي التي نهضت على أكتاف الشيخ عبدالرحمن بن سعيد ومحمد الصائغ وعبدالله بن أحمد من بوابة نادي الشباب أول ناد يتم إنشاؤه وقيامه على يد زعيم الحركة التأسيسية (ابن سعيد) عام 1367هـ أما من قال غير ذلك فهو يجافي الحقيقة الدامغة ويخالف الواقع بالأدلة والبراهين، فالتاريخ لا يشيخ يا هؤلاء.
* للمعلومية والتذكير لمن استكثر اللقب (شيخ الرياضيين) على رائد الحركة الرياضية الأول (عبدالرحمن بن سعيد) في برنامج (مساء الرياضية) الجمعة الماضية والإصرار على أنه لا يستحق إلا لقب (شيخ الهلاليين) لأنه لم يقدم لناديهم ما يجعل هذا اللقب يكون على الجميع بمعنى شمولي، يقول نجم الرعيل الأول بنادي النصر (ميزر أمان) وأبرز مهاجميه في الثمانينيات الهجرية ممن عاصروا الأحداث التأسيسية التاريخية للمسيرة الصفراء في لقائه التاريخي عبر الجزيرة بالعدد رقم (10767) الصادر في 8-1-1423هـ يقول حظي فريقنا في بداياته التأسيسة بدعم ومتابعة من بعض الأشخاص المهتمين بالرياضة ومنهم عبدالله مختار الذي كان يعمل في وزارة الزراعة آنذاك حيث دعمنا بصورة أكثر فعالية بجانب الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (أحد الفرسان الثلاثة الذين أسسوا الرياضية بالمنطقة الوسطى وأرسو دعائمها) حيث كانت له إسهامات طيبة في مساعدة بعض اللاعبين في إطار خدمته للرياضة بالمنطقة الوسطى قاطبة مؤكداً أن هذا النهج الريادي، ليس غريبا على رجل مثل (ابن سعيد) ضحى بوقته وماله وجهده من أجل نشر وقيام وتأسيس الرياضة بالمنطقة)، انتهى كلام النصراوي المعاصر، وهذه شهادة تاريخية تؤكد أن شيخ الرياضيين دعم أندية الوسطى بلا استثناء بما فيهم نادي النصر في مهده وبداية تكوينه ونشأته الرياضية ولا زال يخدم رياضة وطنه منذ ستة عقود زمنية وبالتالي يستحق لقب (شيخ الرياضيين) مع مرتبة الشرف الأولى، هكذا يقول التاريخ والجغرافيا.