المتابع للوضع النقطي لمجموعة المنتخب السعودي في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم التي تضم الكوريتين وإيران والإمارات يدرك تماما مدى صعوبة الأمر، فمنتخبنا من أربع مباريات لم يحصل إلا على أربع نقاط ويتبقى له أربع مباريات باثنتي عشرة نقطة، مباراتان منها على أرضنا والاثنتان الأخريان خارج الوطن وهي في غاية الصعوبة، فالمنتخبان الإيراني والكوري خارج أرضهما يحتاجان إلى مجهود كبير حتى تستطيع أن تتجاوزهم، فكيف الأمر عندما يلعبان على أرضهما وبين جماهيرهما.. كلا المنتخبين يملكان الخبرة الكافية والقوة وهنا مكمن الصعوبة، فالصراع على التأهل لن يكون سهلا في ظل الأداء والمستويات الكبيرة التي تقدمها هذه الفرق وفي ظل تطور أدائها لكننا نملك من الطموح ما يمكننا - بإذن الله - من التأهل وتحقيق إنجاز جديد يضاف إلى سجل إنجازات الكرة السعودية.
الواقع يشير إلى احتياج المنتخب السعودي الى ما بين تسع إلى عشر نقاط من أصل اثنتي عشرة نقطة ومن ضمنها نقاط الكوريتين، وهناك احتمالية الدخول في حسابات المركز الثالث للمجموعة وتبعاتها من مباريات التصفية مع صاحب المركز الثالث في المجموعة الثانية ثم مع مترشح أوقيانوسيا واردة.
من هذا المنطلق فإن منتخبنا يحتاج الى أن يلعب كل مبارياته المتبقية بشعار الفوز لا غيره وأن يحصل على كل النقاط المتبقية وأن يقدم المنتخب مستوى فنياً يليق بسمعة منتخبنا العالمية.
المنطق والواقع يقولان إن استقالة الكابتن القدير ناصر الجوهر من تدريب المنتخب في هذه الفترة الحرجة جاءت في وقتها، فالرجل أدرك تماما أن استمراره لن يفيد المنتخب والتغيير سيكون بكل الأحوال مردوده إيجابي على المنتخب، موقف جديد يسجل لهذا الرجل ليضاف إلى سجل المواقف الإيجابية التي قدمها طول مسيرته مع المنتخب السعودي، اقتنع المسؤولون بالاتحاد السعودي بوجهة نظر الكابتن ناصر الجوهر وتمت الموافقة على طلبه وبدأ التحرك في البحث عن مدرب يستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولضيق الوقت فقد انصب تفكير المسؤولين في البحث عن مدرب يعرف الكرة السعودية وهذا من وجهة نظري كان تفكيرا سليما، فوقع الاختيار على المدرب البرتغالي بوسيرو المدرب السابق لنادي الهلال.
كنت أتمنى من المسؤولين في الاتحاد السعودي أن يمنحوا المنتخب استقرارا اكبر وتكون فترة العقد التي تم التوقيع عليها مع السيد بوسيرو أكثر من ثلاثة أشهر طالما كان توقيعهم معه عن قناعة تامة بإمكاناته، لما في ذلك من أهمية من الناحية الفنية والنفسية له ولأفراد المنتخب ففترة ثلاثة أشهر ليست كافية لأي مدرب بالعالم مهما بلغت إمكاناته من وجهة نظري.
بوسيرو يعلم جيدا أن الوضع صعب وموقف منتخبنا في المجموعة ليس بالموقف الجيد، والموقف الحالي للمنتخب السعودي قد يكون الأصعب في تاريخه في طريق التأهل إلى نهائيات كأس العالم، لكن البرتغالي بوسيرو قبل التحدي وأثنى على نجوم الوطن وراهن على نجاحهم والوصول إلى جنوب إفريقيا، لكنه في الوقت نفسه ذكر العوامل الواجب توافرها حتى يتحقق التأهل وذكر من ضمنها الإعلام الذي كان يعاني منه كابتنا القدير ناصر الجوهر وضرورة وقوفه بشكل مناسب مع المنتخب ودعمه حتى يواصل تألقه للمرة الخامسة على التوالي في الوصول إلى كأس العالم.
بوسيرو كان واضحا أمام الجميع وتطرق لأمور كثيرة تهم المنتخب والفترة القادمة واعتقد - من وجهة نظري - ان بسيرو سيقدم مع المنتخب عملا يرضي الجميع و- بإذن الله - سيكون التوفيق حليف الأخضر.
ليس لنا اليوم سوى دعم المدرب الجديد بوسيرو، والوقوف معه في مرحلة هي الأصعب في تاريخ الكرة السعودية.
من الأشياء المهمة أيضاً التي يحتاج إليها المنتخب السعودي حتى يتحقق التأهل التوفيق في المباريات والبعد عن الإصابات والتحكيم الجيد العادل والمنصف، متى ما تحققت هذه العوامل مع العامل الفني التكتيكي الجيد سنجد منتخبنا - بإذن الله - مع منتخبات العالم في جنوب إفريقيا كعادته.
في النهاية يبقى المنتخب السعودي ومهما بلغ اهتمامنا بميولنا الرياضية له النصيب الأكبر من المتابعة والاهتمام؛ لأنه يمثل الوطن الغالي المملكة العربية السعودية فنجاحه وتطوره يدل دلالة واضحة عن مدى تطور المملكة رياضيا.
كنت وما زلت أقول إن الكرة السعودية هي العنوان الحقيقي لكرة القدم في آسيا شاء من شاء وأبى من أبى تلك هي الحقيقة التي يعيها العقلاء ويرفضها الحساد.
سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com