لا أخفيكم سراً بأني دونت الكثير من النقاط عقب اللقاء التلفزيوني التاريخي الذي أجري مع شيخ الرياضيين العم عبدالرحمن بن سعد بن سعدي - متعه الله بالصحة والعافية - في قناة الإخبارية قبل عدة أشهر ولكن لم يتسن لي نشرها بسبب تسارع الأحداث الرياضية من جهة والتزاماتي الدراسية من جهة أخرى ولكن اليوم أجدني تواقا لبسط تلك النقاط والتعليق على بعض ما ورد في حديث شيخ الرياضيين لأنه حديث رجل يتكئ على مخزون تاريخي رياضي مذهل ولأنه - أطال الله في عمره - عنوان للوطنية والتفاني والنقاء، وأحد رجالات الدولة محل الثقة الذين نفاخر بهم لذلك اسمحوا لي أن أتناول هذا الموضوع عبر النقاط التالية:
- عندما تحدث شيخ الرياضيين عن المناسبة التي تم فيها تحويل اسم نادي الهلال من (الأولمبي) الى (الهلال) بأمر ملكي كريم من صاحب الجلالة الملك سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - أدركت مدى ما تحظى به الرياضة السعودية من رعاية واهتمام من ولاة الأمر منذ عهد الوالد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - ، فتلك المباراة أقيمت على شرف ضيف البلاد الشيخ عبدالله المبارك الصباح بدعوة كريمة من الملك سعود - رحم الله الجميع - إيمانا بأهمية الرياضة على كافة الأصعدة ولأن الشباب هم عماد المستقبل فبالتالي تتأكد ضرورة تطبيق شعار (العقل السليم في الجسم السليم).
- إلى وقت قريب كنت أظن - وربما غيري كثير من أبناء جيلي - بأن شيخ الرياضيين قد أسس فقط ناديي الشباب والرياض ولكن تفاجأت في تلك الحلقة بأن العم عبدالرحمن يتحدث عن عدة أندية بعضها في منطقة مكة المكرمة قام بتأسيسها وتعهدها بالرعاية والدعم المادي لعدة سنوات كأروع صورة من صور الوطنية التي لا تقف عند حدود منطقة معينة أو ناد معين مما يؤدي بجلاء منطقية إطلاق لقب (شيخ الرياضيين ) على العم ابي مساعد وهو يستحق دون أدنى شك.
- الزعيم الآسيوي النادي الملكي نادي القرن ألقاب وأحرف كيف قلبتها عزيزي القارئ فهي تؤول دوما لنادي الهلال وكلما اتى ذكر الهلال - وما أكثر ما يأتي ذكره في منصات التتويج - تتراءى أمام ناظريك صورة شيخ الرياضيين بثوبه وغترته البيضاء الناصعة البياض كروحه وقلبه، عندما تحدث العم ابو مساعد عن الهلال كان يتحدث بمشاعر الأب الذي يفاخر بأحد أبنائه المتفوقين ولا أحد يلومه أبدا فهذا الابن الذي بدأ في حي (الظهيرة) الى أن وصل لزعامة زعماء أكبر قارات العالم في أقل من خمسة عقود يستحق أن يفاخر به ولا شك بأن أكثر من سيفرح لهذا الابن وهو يوشك على كسر حاجز الخمسين بطولة هو والده عبدالرحمن بن سعيد.
- كانت لفتة جميلة من شيخ الرياضيين عندما سأله المذيع عن متابعته لإدارة الهلال وهل هو في تواصل معهم أم لا؟ فقال العم ابو مساعد بالحرف الواحد: أنا واحد منهم فكيف أتواصل معهم وأنا في الأساس واحد منهم!! إنها علاقة أزلية كعلاقة الجسد بالروح.
وفي الختام أود التأكيد على نقطة مهمة جدا بأن ما قدمه هذا الرجل للرياضة السعودية ونادي الهلال أوضح من الشمس في رابعة النهار وأن السيرة العطرة التي تركها بعد ابتعاده بالجسد عن المشهد الرياضي السعودي يعرفها القاصي قبل الداني والبعيد قبل القريب لأن الشمس لا يحدبها غربال، ولأن أصحاب القلوب النظيفة يتذكرهم التاريخ دوما بمداد من نور وكذا الأجيال جيلا بعد جيل، حفظ الله شيخ الرياضيين ومتعه بالصحة والعافية ودمتم سالمين.
بالمختصر المفيد
- كما اتصل البعد عن البطولات بدأت ثقافة اجترار الماضي ونبشه!!
- في برنامج الجولة بعد مباراة نجران والاتحاد التي فاز فيها الأخير برباعية كان أحد العناوين بأن جمهور نجران ضرب رقما قياسيا حيث بدأ بمغادرة الملعب في الدقيقة 44!
- لكنني أعتقد بأن الرقم القياسي كان من نصف نهائي كأس سمو ولي العهد قبل شهر تقريبا عندما غادر بعض جمهور النصر الملعب بعد هدف محترف الهلال السويدي ويلي في الدقيقة الخامسة!!
محمد السالم – الرياض