Al Jazirah NewsPaper Thursday  14/05/2009 G Issue 13377
الخميس 19 جمادى الأول 1430   العدد  13377
المكتبة الأدبية والتغيير الثقافي المنشود
د. عبد الله بن سعد العبيد

 

في خطوة رائدة أطلق النادي الأدبي بحائل خدمات المكتبة الأدبية والثقافية المتنقلة التي ستجوب أحياء حائل بحثاً عن محبي الثقافة والمهتمين لتصل لهم قبل أن يفكروا بأن يصلوا إليها.. أمير منطقة حائل أشاد بجهود رئيس النادي الأدبي بحائل وزملائه أعضاء المجلس وأثنى

على هذه البادرة مدشناً سموه أعمال المكتبة وخدماتها يوم أمس الأول.

وبين الشاعر محمد الحمد رئيس النادي أن الكتب المعروضة في المكتبة المتنقلة تضم إصدارات نادي حائل ونادي الشرقية ونادي القصيم ومكتبة الشرق الأوسط ودار الأندلس، إضافة إلى عدد من كتب الأطفال، مقدماً شكره للمساهمين في دعم المكتبة المتنقلة ومؤكداً على أنها ستتنقل بين أحياء مدينة حائل ومحافظاتها لبيع الكتب التي يصدرها النادي والأندية الأخرى ودور النشر بأسعار مخفضة، وستستثمر مهرجان الصحراء الثاني للتعريف بخدماتها ومنح زوار المهرجان فرصة للاستزادة والمطالعة.

الخبر أعلاه هو أحد أخبار النادي الأدبي بحائل والذي نُشر في هذه الجريدة منذ قرابة الشهرين وهو أحد أخبار هذا النادي الذي يعمل القائمين عليه بجهد منقطع النظير ويشكرون عليه إلا أن ما يميز الخبر أعلاه هو فكرة وجود مكتبه ومحاولة تغير نسق حياتي اعتاد عليه الناس.

إن تغيير عادات مجتمع ما يعتبر من ضروب المستحيل في ظل وجود عوامل أخرى لا تساعد في بلورة فكر معين يسهم في إحداث التغير المنشود، فلا يمكن أن يستطيع أحداً جعل الناس يقرؤون إذا كانوا منصرفين لأنشطة أخرى، هذا إذا كان ثمة نشاط يُمارس أساساً.

في نظرة سريعة عامة للمجتمعات العربية والمجتمع السعودي خاصةً تظل القراءة آخر ما يمكن أن يُمارس بينما تجد القراءة عادة يومية لا يمكن الاستغناء عنها لدى المجتمعات المتقدمة بالرغم من وجود عوامل اللهو واللعب بشكل واسع. فقد تعلم أفراد تلك المجتمعات منذ الصغر ملازمة الكتاب لإشغال وقت الفراغ ولنهل العلم والمعرفة، بينما لا يكاد الشاب العربي يصل لآخر سنوات دراسته حتى يعد العدة لمفارقة الكتاب وعدم العودة له. الأمر يكاد يكون غير مهم لدى رجل الشارع العادي ممن لا يتطلب عملهم تحديث لمعلوماتهم العلمية وضرورة الاستمرار على صلة وثيقة بمستجدات المهنة. أما العاملون بمهن معينة يتطلب استمرار نجاحهم التصاقهم بكل ما هو جديد كالأطباء مثلاً فالأمر يصبح مختلف كلياً.

المهم أن تعويد الطفل في مراحله الأولى على ملازمة الكتاب لاشك يكسبه تلك العادة منذ الصغر ويبقيه صديقاً محباً للكتاب الأمر الذي لا يصبح معه حث المجتمع باختلاف شرائحه على القراءة أمراً صعباً أو مستحيلاً. ولا يصبح البحث عن محبي الثقافة والمهتمين هم يثقل كاهل الأندية الأدبية ويصرفها عن باقي أدوارها المهمة كما ورد في الجزء الأول من الخبر أعلاه.



dr.aobaid@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد