القطاعان التعليمي والصحي يحظيان باهتمام كبير في المملكة منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -حفظه الله- قناعة من قادة المملكة بأن الشعب الذي يتسلح بالعلم ويتمتع بالصحة هو الشعب القادر على الإنتاج والعطاء. ولذلك فإن هذين القطاعين لهما من الميزانية السنوية النصيب الأكبر.
هذا الاهتمام المتواصل بهذين القطاعين جعل المملكة قادرة -بإذن الله- على تخريج أطباء وطبيبات على مستوى عال من العلم يبزون نظراءهم في الدول الأخرى، والشاهد على ذلك أن المملكة تفوقت واشتهرت بقيامها بعمليات جراحية نوعية على أيدي أطباء سعوديين فاقت مثيلاتها في الدول الأخرى كعمليات فصل التوائم السياميين التي زادت على الـ 20 عملية بالغة التعقيد لتوائم سياميين من دول عديدة عربية وآسيوية وأوروبية. كما إنها أصبحت مرجعاً طبياً وعلاجياً للعديد من الأمراض وبخاصة أمراض وجراحة القلب والكبد التي حققت فيها المملكة تقدماً كبيراً وأجريت في العديد من مستشفياتها العشرات من العمليات الناجحة لزرع الكبد والقلب.
وفي هذا السياق يمكن القول إن رعاية الملك عبدالله أمس الأول لحفل تخريج الدفعة الـ12 من الأطباء والطبيبات السعوديين وعددهم 407، وأمره باعتماد الكادر الصحي الجديد ودعم موازنة هيئة التخصصات الطبية يدخل في إطار اهتمامه البالغ -حفظه الله- بالقطاع الصحي، كما أن هذه الدفعة هي إحدى مخرجات التعليم في بلادنا، وكأن هذا الحفل موسم حصاد لنتائج الاهتمام بالتعليم، وإذن بموسم جديد ومتجدد من الاهتمام بالصحة. ولا يفوتنا هنا أن نذكر أن من دلائل ما وصلت إليه المملكة من اهتمام بالقطاعين التعليمي والصحي هو بلوغ عدد المدارس نحو 31 ألف مدرسة و25 جامعة.
في حين بلغ عدد المستشفيات في المملكة أكثر من 386 مستشفى تضم أكثر من 54 ألف سرير ويعمل بها أكثر من 45 ألف طبيب و9 آلاف صيدلي وأكثر من 83 ألف ممرض وممرضة.
ولا ننسى البرامج التي تنفذها المملكة من أجل الرقي بمستوى التعليم والصحة وأبرزها برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث في مختلف التخصصات، وبرنامج البعثات الصحية الذي يتم بموجبه ابتعاث ألف طبيب وفني في مجالات الطب والعلوم الصحية التطبيقية التي تشمل (التمريض، الأشعة، المختبرات الطبية، التقنية الطبية، الصيدلة والعلوم الصحية).