يمارس بعض فتياننا وفتياتنا تصرفات وتقليعات أجزم أنهم على غير قناعة بها لكنهم يقلدون مسايرة لمحيطهم الاجتماعي (الشبابي) وهذا مكمن الخلل؛ فالغالبية منهم يفعلون ما فعله شخص أبرزته الأضواء فنياً أو رياضياً أو غيرهم ممن يلفتون نظر الشباب والمراهقين بممارساتهم عمداً أو عن غير عمد كأن يلبس أحد اللاعبين حذاءه الرياضي (البوت) ويتوجه للمسجد أو المتجر لأن حذاءه العادي بعيداً عنه تلك الساعة، فيشاهده الصبية فيحذون حذوه دون علمه هو أنه السبب وتنتشر هذه الممارسة خلال 24 ساعة في أنحاء المدينة وبدرجة تثير الدهشة، وهذا يذكرنا بما يفعله بعض المتحدثين عبر الفضائيات هذه الأيام حينما يشير بإصبعين من كل يد ويرفعهما بالهواء أمام الكاميرا، معبراً بأن كلامه ذاك (بين قوسين)، فعلها أحد المشهورين فكررها كلهم حتى ظن المشاهد أن القوسين لابد أن يحضرا في كل مداخلة ولقاء.. أتذكرون في زمن مضى حينما علق أحدهم عقاله على مرآة السيارة الداخلية فإذا بشباب القوم يتجهون للأسواق ويشترون عقالاً آخر ويعلقونه على المرآة حتى من لم يكن يلبس اشتراه وعلقه مسايرة للموضة، وكنت قبل سنين مضت أشاهد جاليات عربية مجاورة تضع على الزجاج الأمامي للسيارة المثلث الفسفوري الذي يوضع لتحذير السائقين الآخرين حين تتعطل السيارة في عرض الطريق، فكيف يجعل المرء من نفسه (إمعة) يقلد دون تفكير، ويندفع وراء أناس وأفراد ربما كان هو أفضل منهم أو مثلهم، لماذا هذه التبعية المفرطة التي تفقدهم مقومات شخصياتهم وعناصر كينونتهم؟!.