Al Jazirah NewsPaper Thursday  14/05/2009 G Issue 13377
الخميس 19 جمادى الأول 1430   العدد  13377
أولى «بشائر» صفقات طهران - واشنطن
تلغيم الخليج بالصواريخ وتسريح روكسانا الأمريكية

 

طهران- أحمد مصطفي:

ثمة مقاربات مضادة قفزت للمشهد السياسي الإيراني؛ إحدى تلك المقاربات هو إعلان الخارجية الإيرانية عن نشر صواريخ إيرانية في مناطق متفرقة في الخليج بحجة الرد علي أي تهديد خارجي إسرائيلي أو أمريكي وهي مقاربة خطيرة ذلك لأن الخليج معبأ أصلا ب(البارجات الأمريكية والغربية) تأتي الصواريخ الإيراني لتضيف بعداً آخر للتهديد؛ وأما المقاربة الثانية والتي هي (محيرة) على قول الخبراء الإيرانيين: إطلاق سراح الصحفية الأمريكية روكسانا صابري بعد أسبوع من إعلان السلطة القضائية: أن هذه الصحفية ضبطت وهي تقوم بمهمة التجسس لأنها تمارس العمل الصحفي من دون تصريح من وزارة الثقافة وأما التهمة الأخرى فهي المتاجرة بالخمر؛ والمعروف عن روكسانا وهي إيرانية الأصل لا تتعاطى الخمور في إيران باعتبار أن مهنتها كصحفية تجبرها على الضبط الأخلاقي، ثم إن لدى وزارة الثقافة الإيرانية لجنة خاصة لمتابعة سلوك وعمل الصحفيين؛ رغم ذلك فإن إطلاق سراح هذه الصحفية شكل صدمة لدى النخب الإيرانية المتابعة لهذه القضية؛ ففي وقت (ما) تسجن روكسانا لمدة 8 سنوات وبعد مضي 48 ساعة تتشكل محكمة ثانية لتعلن إطلاق سراح هذه الصحفية والحقيقة أن الحكم الأخير أقحم السلطة القضائية الإيرانية في الجدل السياسي الإيراني- الأمريكي وأبعد تلك السلطة عن الاستقلالية وشوه سمعتها في الشارع الإيراني حتى أن ايرج جمشيدي وهو كاتب إيراني كتب في موقع الجمهورية مقالا طالب فيه الرئيس نجاد بضرورة منحه الجنسية الأمريكية حتى يعيش في إيران بحرية بعيداً عن سطوة الأمن واتهاماته، وأما الصحف الأخرى فقد كتبت صحيفة جمهوري إسلامي: أن إطلاق سراح روكسانا يدعو للاستغراب والتساؤل لأن دبلوماسينا في أربيل مازالوا يرزحون في السجون الأمريكية بكردستان العراق بينما تطلق حكومتنا سراح الجاسوسة الأمريكية (مبروك لحكومة نجاد) وكتب موقع محسن رضائي (الانعكاس): مبروك للشعب الإيراني - الجاسوسة روكسانا تطلق سراحها تحت ضغط الحراب الأمريكي وقبل ذلك أطلق سراح الجنود البريطانيين البحارة الثمانية قبل عام وكرموا وحملوا بهدايا حكومة نجاد في مقابل ذلك مازالت إيران إرهابية وشريرة ورجالها الدبلوماسيون يقبعون في سجون أوباما في العراق).

وما بين روكسانا وصواريخ إيران في الخليج ثمة رابط(ما) ذلك أن الإطلاق المفاجئ لروكسانا أعقبته تصريحات إيرانية مفادها: أن هناك صفقة إيرانية- أمريكية تتحرك من وراء ظهور أهلنا في الخليج والمنطقة؛ والصفقة تؤكد على قرب إطلاق سراح الدبلوماسيين الإيرانيين إضافة إلى ذلك فإن إدارة أوباما ما زالت تجري اتصالات مع إيران عبر قنوات سرية وعلى مستوى ممثليين وأن تلك الاتصالات تتعلق بالأمن العراقي وأمن المنطقة.. المباحثات تلك كما ذكرنا تجري بشكل سري وأن الأمريكيين يكذبون علىالعرب أن صرحوا بأشياء مخالفة لذلك، بأن إيران التي عرفت ب(التعنت) لا يمكنها إطلاق سراح روكسانا حتى إذا جاءت أمريكا بكل أساطيلها لكن هناك (صفقات سرية) فتلغيم الخليج بالصواريخ هو جزء من الصفقة وأما المخفي من الصفقة فهو الأعظم لأن إيران لم تعد تتحدث عن جزر ثلاث، بل باتت تتحدث عن نفوذ في الخليج وتقطيعه إلى أجزاء).

وإذا كان البعض من إخواننا العرب يأمل بمجيء زعيم بديل لنجاد يحقق ما يصبو إليه عرب الخليج فهم في وهم لأن كل المرشحين وقعوا في ملتقي (الخليج آل ف ا ر س ي) كما يقولون على وثيقة تقول إن الخليج سيبقي إلى أبد الآبدين هو (ف ا ر س ي) والأنكى من ذلك أن كروبي وخامنئي وموسوي ورضائي أكدوا آن تلك إنما هي جزء من أرضنا وهويتنا).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد