Al Jazirah NewsPaper Thursday  14/05/2009 G Issue 13377
الخميس 19 جمادى الأول 1430   العدد  13377
هذرلوجيا
الطيب تيزيني
سليمان الفليح

 

بالطبع ليس الطيب تيزيني سودانياً كما يبدو من الاسم بل انه مفكر سوري قضى أغلب حياته في تناول الفكر القومي بالنقد والتحليل من خلال الجدلية التاريخية في مشروعه الفلسفي لإعادة قراءة الفكر العربي منذ ما قبل الإسلام وحتى الآن. والطيب تيزيني لمن لا يعرف هذا المفكر والفيلسوف هو من مواليد حمص التي تعلّم فيها ثم سافر إلى تركيا وبريطانيا وألمانيا ليحصل على الدكتوراه في الفلسفة عام 1967 وفي الفلسفة ثانية في عام 1973 في نفس الجامعة.

***

أما علاقتي بالطيب تيزيني فتعود إلى ما يقرب ثلاثة عقود خلت حينما كنت أمارس التسكع في دمشق ليس إلا وبمحض الصدفة وجدت الصديق الراحل الرائع عيسى العصفور في فندق الشام الكبير وبعد العناق والعتاب قال لي عيسى: أريد أن تستحضر الليلة فلسفتك البدوية لأننا سنذهب إلى الصديق الدكتور المفكر شاكر مصطفى وسيأتي إلينا في الفندق.

(الطيب تيزيني) وسيأخذنا معه. حينما قال المرحوم عيسى العصفور هذا الاسم لست أدري لماذا ضحك بعض السفهاء الذين يجلسون معنا في الطاولة وازداد ضحكهم وسخريتهم (البائخة) حينما وصل الطيب إلينا، صراحة آنذاك وكنت شرسا وسريع الغضب كدت أن أضربهم بالكرسي إذ لم يكفوا عن هذه السفاهة الهائلة وبالطبع نالهم مني شديد الكلام وصفعة على أحدهم لازلت آسفاً عليها حتى اليوم (!!)

***

جاء الطيب تيزيني بتواضعه الجم وهدوئه العميق وبذلته المتواضعة ونظارتيه السميكتين وطلب قهوته المفضلة، بينما ذهب السفهاء إلى طاولة أخرى وبقيت معه وعيسى لأكثر من ساعة لنذهب إلى الدكتور شاكر مصطفى. وقد قضينا آنذاك أمسية ممتعة في العمر لازلت أتذكرها حتى الآن.

أما ما جعلني أتذكره الآن فهو كتاب له بعنوان بيان في النهضة والتنوير العربي، ولعل أهم ما جاء فيه: إن التيار الديني بدأ يستغل ويوظف توظيفاً واضحاً من قبل الولايات المتحدة سواء في سوريا أو في الجزائر باتجاه ان يكون هذا التيار (حصان طروادة) جديدا ليختر من خلاله المجتمع السوري والمجتمع الجزائري كما في المجتمع الإسلامي والعربي عموما ومن جانب آخر وبعد ان فقدت الولايات المتحدة رأس النظام العالمي (الجديد) العدد الكبير ممثلاً بالاتحاد السوفياتي الذي كانت تساجله وتجعل منه عنوانا يسهم في الإبقاء على توازنها في الداخل فرأت انه لابد من وجود عدو جديد يملأ الفراغ واكتشفت ان هذا العدو يمكن ان يكون (الإسلام النفطي) الذي تأسس في بعض دول منطقة الخليج وأوراسيا (آسيا الأوروبية) هذه المنطقة التي تعج بالخيرات الطبيعية وأصبح الإسلام فعلا المقولة العظمى التي يجري تداولها الآن في الفكر السياسي الامريكي.

***

* على أية حال ان ذلك كان في العهد الغابر لأحمق رئيس يتسنّم تمثال الحرية ويثير في العالم المشاكل والفتن، ويبقى الأمل الآن برئيس يبدو لكل شعوب الأرض انه سيمسح خطايا سابقه الأرعن الأثيم.

ويبقى القول: ان (إشارات) صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز والتي (لمح) و(صرح) بها أكثر من مرة هي عين (البلأ) وعين الصواب، حينما يقول إنّ الإرهاب تدعمه دول.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد