الطائف - فهد سالم الثبيتي
تثبتت لجنة الحماية الاجتماعية بمحافظة الطائف من حقيقة وقوع العُنف على بقية أشقاء الطفلة المُعنفة أشواق وذلك من قِبل والدهُم الموقوف حالياً بالشُرطة ويخضع للتحقيق بعد أن أجرم في حق ابنته الصغيرة، فيما كانت لجنة الحماية قد زارت الطفلة أمس ووجدت الأسرة كاملةً من أشقائها وخالها وعمها ووقفت على الوضع وتم التثبت من آثار عُنف غير حديث على أجساد الأطفال الذين كانوا متواجدين لدى شقيقتهم بالمُستشفى مع عمتهم وهُم ولدان وبنت، فيما كان الابن الأكبر (عبدالعزيز) يعيش مع عمه في جدة وحضر معه لرؤية شقيقته أشواق والتي ترقد حالياً بالمُستشفى فيما أفاد الأبناء للجنة بأنهم دائماً ما يقوم والدهُم بضربهم وبوسائل مُختلفة يقوم بتعذيبهم بعد وجود أثار لذلك على أجسادهم ليست حديثة، مما يؤكد بأن العُنف سابق وثابت على الأب ضد أبنائه الأربعة ويُعتقد أن من بينهم الابن الأكبر الذي فضل العيش مع عمه هروباً من مسرح التعذيب. وكشف مصدر مسؤول باللجنة بأن الأبناء يرغبون العيش مع الأهل ولا يريدون العيش مع والدهُم بالذات فيما كانت اللجنة قد نسقت مع والدة الأبناء المُطلقة أصلاً من والدهم وتعيش مع زوجها في محافظة جدة من خلال اتصال هاتفي أوضحوا لها كافة الأمور وطمأنوها عن ابنتها أشواق التي دائماً ما تسأل عنها بالمُستشفى وترغب في رؤيتها واتفق على أن يكون يوم السبت موعداً لحضورها للطائف من أجل الالتقاء بمنسوبات اللجنة واتخاذ الترتيبات الخاصة بأوضاع الأطفال ومحاولة الوصول لموقف يكفل حفظهُم وتأمينهم بدلاً من أن يحالوا للدور الاجتماعية ويعيشون فيها بعيداً عن الأسرة التي اتضح للجنة بأنها تُعاني سوء من حيث المستوى الاقتصادي والذي وصف بالمتدني حيث من المتوقع بأن تُناقش لجنة الحماية هذه الجزئية بعد أن تم الالتقاء ببقية أشقاء أشواق والذين ظهروا بأنهم متأزمين نفسياً مما حدث لشقيقتهُم وكان يحدث لهُم عنف من قِبل والدهم، فيما أكد رئيس لجنة الحماية الاجتماعية بالنيابة في الطائف حسين العبادي بأن لجنة الحماية ستبدأ دورها فعلياً بعد خروج الطفلة المُعنفة وتحسُن حالتها الصحية بإذن الله حيث سيكون هناك جلسات تُشارك فيها الأم وكذا والد الأبناء وهو المُعنف وخالهُم وعمهم من أجل التفكير في علاج الوضع والوصول لحفظ الأبناء والأسرة كاملةً.
إلى ذلك اطمأنت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان للدور الذي تقوم به لجنة الحماية الاجتماعية بالطائف بعد أن تسلمت حالة الطفلة أشواق وثمن الدور القوي الذي تقوم به حالياً وهذا ليس بمستغرب عنها فهي دائماً ما تتواجد في معظم الحالات التي تبرز، جاء ذلك على لسان المُشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة في تصريح خص به (الجزيرة) وقال: قبل عدة سنوات ماضية كنا نعاني من عدم الاعتراف بوجود حالات العنف الأسري بشكل عام زوجات وأطفال حتى إن البعض لا يُقر ذلك في ظل عدم وجود قوانين كذلك عدم استجابة أقسام الشرطة لمثل هذه الحالات وأن الأحكام الشرعية لم تكُن تُسلط الضوء عليها وشبه ضعيفة ولم تكُن القضايا تؤخذ على محمل الجد والآن ولله الحمد المجتمع أصبح به حراك قوي في ظل وجود إعلام متحرك تمكن من الكشف وإيصال القضايا الخاصة بتعنيف الأطفال ومنها على سبيل المثال قضايا الطفلتين غصون وأريج اللتين قتلتا بسبب العنف على إثر ذلك تم الاعتراف بوجود العنف بمجتمعنا وأن الحالات في تزايد مُستبشراً بقرب صدور قانون تجريم العنف ضد المرأة والطفل من حيث الاعتداء عليهم كذلك وضع الضوابط التي تكفل بالقضاء على هذه التصرفات التي تصدر أصلاً من أشخاص هم في حقيقة الأمر مرضى يحتاجون لعلاج يُخرجهُم من مرض العُنف.
وأشار إلى أن العنف يظهر أصلاً ابتداءً ببعض الأجهزة التي تكتشفه مثل المدارس والمستشفيات إضافة إلى البيئة المحيطة بالطفل من الأسرة والأقارب والجيران مُبدياً انزعاجه الشديد من أشخاص تحديداً من الأسرة قد يشهدون عنفاً يُمارس على أطفالهم ولا يُبلغون الجهات المُختصة معتبراً ذلك جزءاً من المُشكلة فهُم لو أوصلوا أمر العنف فالجهات ستتحرك بشكل سريع من أجل رفع العنف عنهُم ومن هذه الجهات أقسام الشرطة والتي تتولى عملية القبض على المُعنف والتحقيق معه كذلك الشؤون الاجتماعية ودور الحماية والذين لهم طرق متخصصة فهم يستطيعون الانتقال إلى منازلهم والتحقق من الوضع الأسري والاقتصادي والاجتماعي للأسرة وفي حال التأكد بأنهم معنفين تقوم باحتضانهم وتوفر لهم الحماية والتأهيل النفسي كذلك توفر لهم المأكل والمشرب والتعليم وإعادتهم للوضع الطبيعي فيما ثمن الدكتور حسين الشريف دور شرطة الطائف في التحفظ على المُعنف للطفلة أشواق والتحقيق معه حالياً وفقاً للنظام حيال مُمارسي العنف ومطالبته بعدم عودة الأطفال لهذا الأب لحين أن يتم الفصل في هذا الأمر من القضاء حتى لو تم نقلهم للشؤون الاجتماعية مُشدداً على أن تكون العقوبة رادعة كون الجُرم الذي ارتكبه في حق ابنته ليس من السهل ومن الصعب تجاوزه وأشار إلى أنه بالفعل تمت زيارة والد الطفلة بمركز الشرطة والتحدث معه وأنه لا بد من إلحاقه ببرامج إعادة تأهيل من المرض الذي يعاني منه وهو العنف وذلك عن طريق العلاج مؤكداً بأن الجمعية تسعى وبقوة بأن لا تقع المُشكلة أصلاً وأنه لا بد من تضافر الجهود من أجل إجراء دراسات وبحوث عاجلة لقضية العنف حتى يُصبح مجتمعنا خالِ من هذه الآفة الخطيرة وتُبدل بالعطف والرحمة والأمان وذلك بالتعاون من قِبل كافة الجهات المعنية من وزارة داخلية ووزارة التربية والتعليم والإعلام ومراكز البحوث وعلماء الاجتماع، مُعلناً عن أن الجمعية كانت قد استقبلت يوم أمس حالتين من العنف لطفلتين من جنسيات عربية يشتكون من عنف والدهم وتم التنسيق مع الشؤون الاجتماعية بجدة من أجل متابعة الوضع مما يدل بأن هناك تزايداً في الحالات. وامتدح الشريف الخطوة القادمة من حيث الاهتمام بالدراسات التي تُعالج القضية من كافة محاورها ومن بينها برنامج الأمان الأسري والذي تقوم على متابعته والإشراف عليه صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز والذي يهدف إلى إعادة تلطيف المجتمع.
واختتم الدكتور الشريف تصريحه بضرورة مواجهة العنف بجميع أشكاله وأنه لا بد من إعادة تأهيل المُعنف والذي وصف بالمريض وذلك عن طريق برنامج تشترك فيه وزارة الشؤون الاجتماعية مع وزارة الصحة يهدف إلى تصحيح أفكار المُعنفين وإعادتهم لوضعهم الطبيعي كذلك علاجهم من مرض العنف وذلك خلال فترة العقوبة التي يقضونها بداخل السجن ورُبما تكون بدائل من قِبل القضاء عن السجن وذلك بإلحاقهم في برامج ودورات بهدف إعادتهم للمجتمع أكثر أماناً وحفاظاً على كيان الأسرة.