(نواب التأزيم) مصطلح تداولته الصحف الكويتية لوصف نوعية من أعضاء مجلس الأمة السابق الذي تم حلّه قبل شهرين بمرسوم أميري من صاحب السمو أمير دولة الكويت الشقيقة، وقد اتهمت تلك الصحف جملة من نواب البرلمان بأنهم وراء حلّ المجلس وتوتر العلاقة بين السلطة التشريعية ممثلة بمجلس الأمة والسلطة التنفيذية ممثلة بمجلس الوزراء، وبالتالي تعطيل البت في الملفات والقضايا الداخلية الكويتية الكبرى، وبالتأكيد ليس هذا مقام سردها وتعدادها، ويأتي النائب السابق والمرشح الحالي السيد مسلم البراك أحد أبرز النواب المتهمين بالتأزيم.. البراك دافع عن نفسه وطريقته في التعاطي مع مشاكل الداخل الكويتي في قاعة الشيخ عبدالله السالم وعلّق قائلاً: الصراخ على قدر الألم، وبغض النظر عن صحة موقف البراك من عدمه وبعيداً عن الشأن الكويتي الداخلي برمّته أود فقط استقطاع عبارة البراك وإحضارها هنا في السعودية وأقوم بصبغها باللون الأزرق والأبيض شعار نادي الهلال لأقول بأن انتقاد أي كاتب مهتم بالشأن الهلالي هو (انتقاد بقدر الألم)، فليس سهلاً على جمهور ذواق كجمهور الهلال مشاهدة فريقه يخرج من البطولات في نهاية المواسم الواحدة تلو الأخرى حتى لو كانت آخر بطولة حققها قبل شهرين فقط، صحيح أن (الكرة يوم لك ويوم عليك) ولكن هذه العبارة أعتقد بأنها صممت لبعض الفرق التي امتد بعدها وطال هجرها لمنصات التتويج فبات مسؤولو تلك الفرق يرددون تلك العبارة تارة ويقحمون أنفسهم بالحديث عن شؤون الأندية الأبطال تارة أخرى لأجل صرف أنظار جماهيرهم عن أوضاعهم المزرية، إذن فالعبارة المناسبة لجماهير الهلال هي (عشرة أيام لك ويوم عليك)، وهذه هي الحقيقة بدون أي مبالغة، لأن الهلال يملك جميع أدوات الانتصارات وحصد الألقاب، فالمادة متوفرة بسخاء من سمو رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد وأصحاب السمو والمعالي والسعادة أعضاء الشرف ناهيك عن الاستثمارات الضخمة للنادي والمواهب الشابة منبعها منذ الأزل الفئات السنية في النادي والتي تحظى بدعم ومتابعة مباشرة من لدن سمو نائب رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير بندر بن محمد والجماهيرية الطاغية تشهد بها مدرجات الملاعب ومكاتب الاشتراكات في راديو وتلفزيون العرب وشركة اتحاد الاتصالات (موبايلي)، لذلك من حق جماهير الهلال معرفة الأسباب الحقيقة وراء الخسائر المتتالية للزعيم، ومن حق ذلك الأب الذي اصطحب أبناءه منذ وقت مبكر للملعب في المباريات الحاسمة للهلال وقد ألبسهم شعار الزعيم، ومن حق تلك الأم التي بادرت بمتابعة دروس أطفالها وواجباتهم منذ وقت مبكر لأجل أن يتفرغوا وتتفرغ هي أيضاً لمتابعة مباريات الهلال، من حقهم جميعاً أن يتساءلوا: لماذا خسرنا بطولة الدوري وكأس الأبطال؟!.. ولماذا خسر لاعبونا للعام الثاني على التوالي شرف السلام على قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه-، باعتقادي أن جملة من الأسباب أدت بالهلال للوصول إلى هذه المرحلة والكثير من الأساتذة الكرام كتّاب الزوايا تحدثوا وأفاضوا عن أسباب الخسارة ونحن لا نشك أبداً بأن سمو رئيس النادي وسمو نائبه حريصان كل الحرص على الهلال.. وهنا أطرح بعض المرئيات الشخصية التي تعبر عن وجهة نظري الخاصة وبالتأكيد قد اختلف مع كثير من الهلاليين فيها، وقد نأخذ ونعطي في حيثياتها ولكن المهم أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، لن أعيد المناحة وشق الجيوب وضرب الخدود على إبعاد المدير الفني الأسبق كوزمين أولاريو ولن أكرر التعليق على الأخطاء التحكيمية القاتلة، ولكن سأبحث عن هوية الهلال التي لم نشاهدها منذ زمن وعن روح لاعبيه التي كانت مضرب المثل أين اختفت؟! إذا كان الحديث قد كثر عن طبيعة عمل إدارة الكرة ممثلة بالكابتن الدولي سامي الجابر الذي لا نختلف على منجزاته وإمكانياته كلاعب دولي حقق العديد من المنجزات القياسية غير المسبوقة، فليس عيباً أن يتحفظ بعض المتابعين على طريقة إدارته للفريق أو في بعض تصرفاته وليس في ذلك انتقاص ل(أبو عبدالله) جابر عثرات الهلال ومدمي الشباك وجالب البسمة للجماهير الزرقاء في وقت مضى، فالكثير من العظماء في العالم نجحوا في مجالات كثيرة ولم يحالفهم التوفيق في مجالات أخرى وهذا الشيء لا يحدث فقط للكابتن سامي -لو سلّمنا بذلك- بل حدث مع عظماء العالم ومع أشخاص غير عاديين، فالرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب خرج من حرب الخليج كأحد أبطال تحرير الكويت ثم خسر الانتخابات التي أعقبت ذلك الحدث التاريخي مباشرة، ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا عاد منتصراً من الحرب العالمية الثانية ولكن البريطانيين قالوا هذا الرجل الممتاز في الحرب ليس بالضرورة أن يكون ممتازاً أيضاً في السلام، فلم ينتصر في الانتخابات، شارل ديغول الشخصية العظيمة في فرنسا أصرّ على نوع من الاستفتاء ولم يحصل على مبتغاه فمضى وترك المهمة لغيره، هذه حقيقة ثابتة فجميع من ذكرتهم آنفاً قليل لم يكونوا فاشلين ولكن لأن المرحلة برؤية الغالبية ربما تتطلب أشخاصاً آخرين قادرين على إدارة تلك المنشأة أو المنظمة بفلسفة ورؤية أخرى، وهذه ثقافة ينبغي أن يعيها كل فرد يحصر الانتماء لتلك المنظمة أو المنشأة في فرد معين ويترك المجموعة من الأكفاء ولا يقيم لهم أي وزن، الهلال كبير برجاله وشعبيته وجماهيره ومتى ما احتاج إليهم فسيجدهم دائماً حوله، وهذا هو سر تميزه وتألقه الدائم.. كل التوفيق للهلال وسمو رئيس النادي وسمو نائبه وأعضاء مجلس الإدارة والجهاز المشرف على فريق كرة القدم الذين يغرون بسعة صدورهم وتقبلهم لجميع آراء كل كاتب لطرح وجهة نظره بصراحة وشفافية مهما كانت مختلفة مع ما يرونه، لأننا في النهاية ننشد التميز والتألق لزعيم زعماء آسيا، ولأنهم يدركون بأن نادياً بحجم الهلال لا يمكن أن يقبل أنصاره بأنصاف الحلول، وأعود وأكرر بأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.. ودمتم سالمين.
محمد السالم