تعريف الشورى لغة واصطلاحاً في اللغة : جاءت كلمة « أشار» بمعنى استخرج العسل وجلبه من مواضعه كما جاءت بمعنى أومأ بيده أو برأسه.
في الاصطلاح : هي استطلاع الرأي من ذوي الخبرة فيه للتوصل إلى أقرب الأمور للحق.
أهمية الشورى في الإسلام الشورى مبدأ أساسي من مبادئ الحكم والإدارة في الإسلام تؤيده الأدلة الواضحة من الكتاب والسنة وعمل الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام.
والشورى شاملة في الإسلام فقد جاءت في القرآن الكريم في ثلاث آيات كريمات فمرة جاءت مرتبطة بالعقيدة والدين كما جاءت مرة مرتبطة بالممارسة والتوجيه.
كما جاءت أيضا مرة ثالثة في محيط الأسرة وأجوائها ، بل أن سورة الشورى نزلت في مكة المكرمة وقبل الهجرة وهذا دليل واضح على أهمية تربية المسلمين عليها منذ البداية لما لها من نتائج ايجابية تعود عليهم بالنفع والخير في أمور دينهم ودنياهم.
والشورى تكون عادة فيما ليس فيه نص من الكتاب أو السنة ، وما أشكل على الناس في تفسيره من النصوص.
أما بالنسبة لعدد أهل الشورى أو صفاتهم فليس هناك عدد معين لأهل الشورى ، فقد يتسع عددهم فيشمل جميع الأمة ، وقد يضيق عددهم فيشمل فرداً أو أفراد قلائل وذلك حسب طبيعة الأمور المشار إليها.
أما بالنسبة لأهم صفات أهل الشورى فهي :
أ الإيمان والتقوى : وهي صفة أساسية لا يصلح أي عمل بدونها.
ب العلم : ويعني المعرفة بمنهاج الله في الكتاب والسنة النبوية ، بالإضافة إلى معرفة الواقع المعاش وفهم ميدان العمل ومن ذلك التخصص العلمي.
ج الموهبة : وهي رغم تعددها إلا أن الله قد اختص بها بعض الناس ، ولكن الواجب على المجتمع المسلم تنمية ورعاية مواهب أبنائه.
د النزاهة : وتعني ابتعاد الإنسان عن السوء وكل ما هو قبيح أو يؤدي إلى اللوم.
أما المهام الإدارية لأعضاء الشورى فالإدارة ضرورة ولازمة لجميع أنواع المؤسسات والمنشآت أياً كان نوعها أو حجمها ، والمهام الإدارية الرئيسية هي : التخطيط ، التنظيم ، التوظيف ، القيادة ، والتوجيه ، والرقابة.
ويمكن لنا ربط مبدأ الشورى بالمهام الإدارية المشار إليها سابقاً بالطريقة التالية : أ التخطيط : ويختص باختيار الأهداف وأساليب تحقيقها ، وهو وسيلة العبور من وضعنا الحالي إلى الوضع الذي نريد أن نصل إليه مستقبلاً ، لذا فإن من الضروري الأخذ بالرأي والمشورة وتقليب وجهات النظر ودراسة الأطروحات قبل صنع القرارات في المؤسسات وال إدارات ، ويمكن أن يكون ذلك من خلال مجالس شورية تشمل العاملين أو جزءاً منهم حسب نوع المؤسسة أو الإدارة ، وتكون لهذه المجالس صلاحية إقتراح الأهداف وطرق الوصول إلى تحقيقها ومساعدة أصحاب القرار في الوصول إلى أقربها للصواب.
ب التنظيم : ويتعلق بإنشاء الوظائف بغرض ملئها بالموظفين والهدف منه جعل التعاون بين الأشخاص مؤثراً في تسيير شؤون المؤسسات ، وكما ذكرنا سابقاً بالنسبة للتخطيط فيمكن للمجالس الشورية داخل المؤسسات القيام بوضع برامج تنظم العمل الإداري وكذلك وضع اللوائح الخاصة بتعريف وتحديد الوظائف ومسئولياتها ومستوياتها وغير ذلك حسب حاجة العمل وطبيعته.
ج التوظيف : ويتعلق بنزويد المنشأة بالأفراد لشغل الوظائف فيها وتقويم العاملين والترقية والندريب لهم، لذا فإن التوظيف شديد الصلة بالتنظيم ونظراً لقدرات الناس وتخصصاتهم المختلفة وحتى تتمكن المؤسسات في وقتنا الحاضر من وضع الشخص المناسب في المكان المناسب فإنها مطالبه باتخاذ مبدأ الشورى ووضع الضوابط عن طريقها وعلى المجالس الشورية تحديد مجالات العمل وعدد ونوعية الأشخاص الذين يجب أن يشغلوها ونوعية التدريب اللازم لذلك ووضع الأجور المناسبة حسب نوع العمل والأفراد والوضع المالي للمؤسسة.
د القيادة والتوجيه : وتتعلق القيادة بالتأثير على الآخرين من أجل تحفيزهم للمشاركة في التنظيم وفي تحقيق أهداف المجموعة ، لذا يجب على القائد إدراك أحوال وطاقات تابعيه وإمكاناتهم وولائهم لوظائفهم ، ويمكن للقائد أن يصل إلى ذلك كله من خلال النصح ومشورة أهل الرأي التي تعتبر من أسهل وأشهر طرق الاتصال الفاعلة التي تحتاج إليها القيادة لكي تكون ناجحة.
كما يجب على القائد تشجيع التابعين له سواء بالمكافآت المادية أو المعنوية.
هـ الرقابة : وهي القيام بقياس وتصحيح أنشطة المرؤوسين للتأكد من مطابقة الواقع للخطط والبرامج وهي تتعلق بقياس الأداء مقارناً مع الأهداف والخطط وتكشف الانحرافات السلبية وسبل إصلاحها ، وبذلك تساعد في إنجاز الخطط الموضوعة والبرامج المعتمدة بأفضل طريقة ممكنة.
فبالإضافة إلى الرقابة الذاتية النابعة من الإنسان نفسه ، فإن من مهام مجالس الشورى في المؤسسات البحث عن المقاييس المناسبة للأداء ، ووضعها مع الخطط والبرامج مسبقاً، أما بالنسبة للانحرافات فتقع مهمة كشفها على جميع العاملين في المنشأة بعد أن تكون المقاييس واضحة وجلية ويجب أن تتضمن الخطة العامة للعمل كيفية إصلاح الخطأ والانحراف بعد كشفه.
