المدينة المنورة - علي الأحمدي
كسرت الهزة الأرضية التي شهدت مدينة العيص والقرى التابعة لها في التاسعة من صباح يوم أمس الأول (الثلاثاء) كل الارقام السابقة إذ سجلت الدرجة (4.81) على مقياس ريختر محدثة دوياً هائلاً واهتزازاً عنيفاً.. فيما كانت الا جهزة المعنية وفي مقدمتها الدفاع المدني في كافة الجاهزية.. ولأول مرة غابت بلاغات المواطنين نظراً لخلو مدينة العيص وقراها من غالبية السكان لليوم الثالث على التوالي بعد نزوحهم (الاجباري) من قرى القراصة وهدمة والعميد والبديع (والاختياري) من بقية القرى وفي مقدمتها العيص ذاتها متوجهين للسكن المعد لهم من قبل الدولة في المدينة المنورة وينبع والعلا.. كما شهدت مدارس العيص غياباً كلياً لكافة الطلاب فيما أقفلت المحلات التجارية وخلت المدينة تماماً إلا من بعض المسؤولين وموظفي الإدارات الحكومية وقليل من المواطنين.
وفي وضع احترازي تم نقل جميع المرضى من مستشفى العيص إلى المستشفيات في ينبع والمدينة والهيئة الملكية.
إلى ذلك قامت اللجنة التي شكلها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة برئاسة وكيل الإمارة المكلف إبراهيم بن مزيد الخطاف وعدد من مديري الادارات الحكومية ذات العلاقة بجولة ميدانية يوم أمس على مدينة العيص حيث زارت مقرات الدفاع المدني والهلال الأحمر وصيانة المجمع القروي ومستشفى العيص ومركز التنمية الاجتماعية وعدد من القرى بهدف الاطلاع عن قرب على الأوضاع ومدى توفر كافة الإمكانيات المقدمة وكذا الاستعداد وما تم اتخاذه من تدابير احترازية قبل أن تعقد اللجنة اجتماعاً لها بحضور معالي أمين منطقة المدينة المنورة المهندس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الحصين ومحافظ ينبع ابراهيم السلطان تدارست فيه كل الأمور واعدت تقريراً بذلك لعرضه على سمو أمير منطقة المدينة المنورة.
هذا وقد عبر عدد من المواطنين الذين التقتهم (الجزيرة) وهم يستعدون للانتقال من مدينة (العيص) لحاقاً بالأغلبية التي سبقتهم عن عظيم شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده ولسمو النائب الثاني ولسمو أمير المدينة المنورة على ما وجدوه من اهتمام وعناية مؤكدين على أن الظروف أجبرتهم على هجريان منطقتهم لما تسببه الهزات المتتالية والعنيفة من قلق على أسرهم وأطفالهم سائلين الله أن يزيح هذه الغمة وأن يعودوا في أقرب وقت لمدينتهم ومنازلهم مثمنين في الوقت ذاته جهود القطاعات الحكومية المتخصصة تجاههم وتجاه منطقتهم بشل عام ومقدرين تفاعل المجتمع معهم واستقبال اخوانهم لهم بكل ترحاب أينما حلوا مشددين على أن هذا التفاعل ليس غريباً انما يمثل الصورة الحقيقية لكل فرد ينتمي لهذا الوطن الغالي.