حائل - فرحان الجار الله
لا تزال حادثة إنقاذ إحدى الفتيات من الموت وسط السيول التي هطلت على منطقة حائل مؤخراً حديث الناس واهتمام ولاة الأمر بعد أن ساهم عدد من شباب المنطقة في إنقاذ حياتها بمشيئة الله.. عمر أحمد الفقيه.. مدرب السباحة السابق بنادي الطائي الذي أخرج الفتاة من وسط وادي مشار الذي غمرته السيول وأنقذ حياتها تحدث (للجزيرة) عن تلك اللحظات الحرجة والمؤثرة التي صاحبت عملية إنقاذ الغريقة وكشف بعض التفاصيل المثيرة.
يقول الفقيه: لم يدر بخلدي أن أجد نفسي أمام موقف عصيب جداً كمثل ما حدث, فقد خرجت بصحبة العائلة أثناء هطول الأمطار لمنتزه مشار.. وبعد لحظات بدأ الوادي بالجريان بشكل كبير جداً فعزمنا على العودة للمنزل وأثناء ذلك كنا متوقفين نلتقط بعض الصور وإذا بعدد كبير من الناس يجرون على جنبات الوادي ويصرخون أن هناك أحداً قد سقط وسط الوادي.. لم أكن أعلم عن السيارة الجيب التي سقطت بالوادي ولا بالعائلة التي جرفتها السيول.. وفي هذه اللحظات شاهدت يد المرأة وسط السيول تطلب المساعدة.. فتركت عائلتي وأسرعت وجريت إلى جوار الوادي لأسبق الفتاة قليلاً وقفزت بالوادي دفعني لذلك شعور أي شخص لتقديم المساعدة والعون لإنقاذ من يحتاج للإنقاذ.. وهنا أوكد لك أن مما شجعني على ذلك أكثر هو الخبرة التي لدي في عالم السباحة لأنني حينها شعرت أن هذا الغريق يحتاج لخبرتي بهذا المجال لإنقاذ حياته.. ويضيف الفقيه في تصريحه للجزيرة: السباحة هواية لي منذ الصغر.. فقد بدأت بتعلم هذه الرياضة منذ 26 سنة في نادي الطائي وأتذكر أن من ضمن الذين زاملتهم سليمان السياري ومحمد النويصر وغيرهما.. وبعدها تحولت للتدريب في نادي الطائي بنظام التعاقد الداخلي وهو أيضاً عمل قمت به لرد الدين لهذا النادي العريق نظير ما قدمه لي ولهذه الرياضة المهمة جداً.
وعن تلك اللحظات العصيبة التي واجهها بعد وصوله للفتاة قال الفقيه:
الحقيقة أنه حين وصولي لها لاحظت أنها قد فقدت الأمل بالحياة إلا الأمل بالله وبقدرته سبحانه وتعالى على إنقاذها.. فلم يكن يصدر عنها أي صوت استغاثة ولكن كانت تقاوم الغرق بشكل مخيف جداً.. أمسكت بملابسها من جهة الكتف وبدأت أسحبها إلى الحافة، قاومت الطين وكتب الله لنا الوصول حيث الكثير من الناس الذين قدَّموا كل ما معهم من ملابس لتغطية المرأة.. وأتذكر هنا أن إحدى النساء قد أرسلت عباءتها مع أحد أبنائها ومن ثم وصل زوجها وتم نقلها للمستشفى.. وأحمد الله أن كنت سبباً في إنقاذها.. وكشف الفقيه في حديثه للجزيرة أنه نسي عائلته تماماً أثناء تلك الأحداث وحينما انتهت عملية الإنقاذ جرى لسيارته ولتتحول فرحته إلى فرحة مضاعفة حينما وجد أسرته داخل السيارة ينتظرونه وسط أجواء من القلق والخوف على مصيره.. وما حدث في ذلك اليوم لن أنساه أبداً.. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل قد وجه بإطلاق أول لجنة تطوعية مفتوحة تكون فريدة من نوعها على مستوى مناطق المملكة وتحاكي أبرز التجارب العالمية في خدمة المجتمع والخدمات المساندة للدفاع المدني والمجالات الإنسانية الأخرى بعد استقبال سموه مساء أمس الأول الاثنين بقصر أجا لعدد من الشباب التطوعي الذين أسهموا بإنقاذ فتاة من الغرق أثناء السيول التي شهدتها مدينة حائل, وبعد أن أعلن سمو أمير المنطقة عن إطلاق هذه اللجنة بادر عمر الفقيه باستعداده وتطوعه بتدريب أي شخص ضمن هذه اللجنة التطوعية وتسخير خبرته لهذه اللجنة وهي المبادرة التي شكره عليها سمو أمير منطقة حائل.