الجزيرة - ياسر المعارك
لم يقف ضعف الإبصار عائقا أمام الطالب في المرحلة الثانية فيصل بن عبدالعزيز آل الشيخ الذي لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره؛ فهو يحلم بخدمة وطنه ويسعى جاهدا ليكون رقما فاعلا في محيط مجتمعه دافعه الانتماء لأرضه والولاء لحكومته فيصل يعكف حاليا على مشروع هندسي يكمن في تطوير مولد كهرباء بطريقة جديدة غير مكلفة لينطلق منحها نحو فضاء الاختراع ويضيف إلى مملكة الإنسانية لقب آخر مملكة المخترعين.
إلا أن معوقات وزارة التربية والتعليم وقفت حاجزا وسدا منيعا تجاه تحقيق الحلم للكثيرين من الشباب السعودي من ضعاف البصر ومن ذوي الاحتياجات الخاصة بعد أن سلب حقهم في تحديد مصيرهم في الاختيار عند المرحلة الفاصلة في الصف الثاني ثانوي بين التوجه للمواد العلمية أو التخصص الأدبي وقال فيصل آل الشيخ إن شريحة هامة من المجتمع وقعت ضحية الفلسفة على الطريقة الرومانية من بعض المسؤولين في وزارة التربية والتعليم عندما مارسوا إقصاء رأي المعنيين أنفسهم بالقضية بأن هذه الفئة لا تملك القدرة على التفوق أو حتى النجاح في التخصصات العلمية سواء ما أدى إلى بقائهم في التخصص الأدبي متخذين عنهم بذلك قرارا سلبيا في حق أبناء وطنهم ومخالفا لميولهم وتوجهاتهم التي يبدعون فيها بل دفعوا شريحة كبيرا إلى الفشل بعد أن ألحقوا غصبا بدراسة تخصصات لا يميلون لها وبعيدا عن مهاراتهم.
وأبان آل الشيخ أن المعاقين بصريا نوعان منهم الكفيف ولا يرى شيئا والآخر ضعيف البصر وبمقدوره أن يفعل ما لا يستطيعه الكفيف والصعوبة تتفاوت في مستوى الضعف متسائلا لماذا لا يقتدي المسؤولين بوزارة التعليم بما هو معمول به في الدول الأخرى كمصر والهند وهما أضعف إمكانيات مقارنة بالمملكة أم تلك الدول لديها عصا موسى!! ولماذا لا يكون تقييم مستوى النظر من جهة محايدة كالمستشفيات التخصصية للعيون؟ وأشار آل الشيخ أن فئات ضعاف البصر يتمكنون من القراءة والكتابة مثل أي شخص عادي ولكن أحيانا لا يكون ذلك إلا باستخدام معينات بصرية تغنيهم عن الحاجة إلى طريقة برايل كما يفعل المكفوفين للقراءة والكتابة وخاطب آل الشيخ معالي وزير التربية والتعليم سمو الأمير فيصل بن عبدالله أن يعيد النظر في أوضاع فئات ضعاف البصر مع مراعاة أن من يستطيع أن يتحمل المسؤولية ويقدر قدراتهم الطالب نفسه أو ولي أمره فقط بعيدا عن الوصاية والتخبطات وفي ختام حديثه نوه آل الشيخ بأن هذا العتاب لا يخرج من دائرة المصلحة الوطنية ومحاولة تصحيح خطأ فادح من خلال إيصال معلومة قد لا يعلمها من بيده إعادة النظر في أمر كهذا فقد أبخس حق الآلاف من المواطنين.