إن الإنسان المسلم لا يملك إلا التسليم بقضاء الله وقدره، لأن لكل أجل كتاب.. ولكن الكبار يخلدون أبد الدهر بما قدموه من جلائل الأعمال، وما صنعوه من معروف، وما جبلوا عليه من كريم الخصال، وأن معالي الوالد الشيخ محمد بن عبدالله النويصر الذي أعلن بشأنه الديوان الملكي مساء يوم الأربعاء 25 جمادى الأولى 1425هـ الموافق 20 مايو 2009م أنه انتقل إلى جوار ربه بعد حياة حافلة بالمهام الجسيمة قريباً من ولاة الأمر في بلادنا العزيزة، فكان رحمه الله مثالاً للإنسان الوفي للمليك والوطن ولإخوانه المواطنين، كما كان أميناً مؤتمناً حريصاً على قضاء حوائج الآخرين بكل أريحية، وقد كنت بحكم علاقته الحميمة مع والدي -رحمه الله، فقد ساهم بجهود مشكورة لتوجيهي في مختلف المراحل الدراسية، الأمر الذي مكنني بعد توفيق الله عز وجل من إكمال دراستي العليا.. إضافة إلى متابعاته للاطمئنان بأن كل شيء يمضي وفق ما هو مأمول.. فيسعد لكل خطوة جديدة على درب التحصيل العلمي.. ولا أعتقد أن هذا كان قصراً على شخصي المتواضع.. فهناك الكثيرون ممن حظوا بهذه الرعاية الكريمة. لذلك من كانت هذه خصاله وفعاله لن يغيب عن الذاكرة لأنه في سجل الخالدين الذين يَسَعُون بقلوبهم كل من حولهم.. فجزاه الله خير الجزاء وتغمده بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته.. وأجزل لأسرته الأجر والثواب وألهمهم الصبر والسلوان.. وكذلك العزاء غير المحدود للمليك والوطن. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.