انتقل إلى رحمة الله -الأربعاء الموافق 25-5- 1430هـ- معالي الشيخ محمد بن عبدالله النويصر رئيس الديون الملكي سابقاً، وهو علم من أعلام الإدارة في بلادنا، أجمع الجميع على إخلاصه وذكائه، وحب الخير للآخرين، خدم في حياته أربعة من الملوك خدمة كلها ولاء وأمانة، ولم يترك هذه الخدمة إلا بعد أن تقدم به السن وأوهنه المرض؛ فقدَّر ظروفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وأعفاه معززاً مكرماً.

كان -رحمه الله- ملء السمع والبصر، حيث وقف نفسه ووقته في خدمة دينه ومليكه ووطنه، وكان كل همه إرضاء الراعي والرعية، فكان إذا عرض عليه حاجة محتاج وتأكد منها عرضها موثقة ونال الموافقة والتشجيع عليها، وكان - رحمه الله- يتمتع بحضور جيد وذاكرة قوية لا تفوته واردة ولا شاردة في مجال عمله إلا ويذكرها ويحفظها، وقل ما تجده جالساً في وقته الخاص ليلا ونهاراً إلا والهاتف بجانبه يرد على هذا، ويوجه ذاك، ويملي الأوامر الصادرة على غيرهما، مع أنه لم يدرس ذلك في جامعات ولم يتخصص به، ولكنه درس هذه المزايا من خلال خدمته لملوكنا السالفين -رحمهم الله وانتهاءاً بخادم الحرمين الشريفين حفظه الله.

أبا عبدالرحمن.. وقف القلم وعجز عن الكلام، وإنا لفراقك لمحزونون، رحمك الله رحمة الأبرار، وأسكنك فسيح جناته.. عزاؤنا لأبنائك وبناتك الكرام ولأسرتك الكريمة، ولكل من عرفك وشهد بفضلك.

{ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}