Al Jazirah NewsPaper Friday  22/05/2009 G Issue 13385
الجمعة 27 جمادى الأول 1430   العدد  13385
رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن لوزراء الأوقاف في العالم الإسلامي:
ثوابت الدين لا يمكن لأحد المساس بها وتجديد الخطاب الديني يكون في إطار الأسس الإسلامية

 

جدة - (الجزيرة)

أكد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون الأوقاف رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور عبدالرحمن بن سليمان المطرودي أن مؤتمرات الأوقاف الإسلامية تستهدف في مختلف اجتماعاتها معالجة قضايا الأمة الإسلامية المعاصرة بما يعود عليها بالخير والفائدة.

واستعرض فضيلته - في تصريح له بمناسبة المؤتمر الذي يعقد السبت القادم في محافظة جدة بعضاً من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الوزراء والمسؤولين عن الأوقاف ومنها التجديد في الفكر الإسلامي والخطاب الديني بين الثوابت والمتغيرات، فقال: إن هناك ثوابت لا يمكن المساس بها بحال من الأحوال، وأن هناك بعض الوسائل والآليات والجوانب الفرعية الذي ترك لنا الشارع الحكيم مساحات للتحرك فيها وتغييرها بما يناسب كل عصر ومصر، وكل حال ومقال في إطار الثوابت الرئيسة في الدين، بحيث لا يخرجنا التحرك في دائرة الجوانب الفرعية عن الأطر الثابتة في الدين.

وزاد قائلاً: لذا فإن موضوع (تجديد الخطاب الديني في إطار الثوابت ليس بغريب عن منهج الإسلام والدعوة إليه، وهذا النهج الإسلامي هو الذي أوصل الدعوة الإسلامية خلال فترة زمنية وجيزة إلى الناس في شتى بقاع الأرض على اختلاف ألوانهم وألسنتهم وجنسياتهم، وكذا الشأن فيما يتعلق بالحوار مع الآخر وتوصيل الدعوة الإسلامية إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، والتعاون مع كافة البشر في القواسم الإنسانية المشتركة التي فيها إعمار الأرض وإصلاح البشرية، وإشاعة العدل والمحبة والسلام، ونبذ العنف والإرهاب والتطرق.

ورداً على سؤال عن دور الدعوة الإسلامية في مواجهة التحديات في ظل غياب الدعاة عن استخدام الوسائل الدعوية المؤثرة كيف تتصورون حل هذه الإشكالية؟ قال رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الأوقاف الثامن: ليس هناك إشكالية على الإطلاق، فهناك ثوابت في الدين لا يمكن المساس بها أو تغييرها بحال من الأحوال، وأن هناك بعض الجوانب الفرعية التي يمكن التحرك فيها حسب ظروف كل زمان ومكان وحال في إطار تلك الثوابت ومنها ما يتعلق باستخدام الوسائل المؤثرة التي لا تتعارض مع الشرع في إيصال الدعوة إلى الناس والتأثير فيهم، بل على العكس، فإن ذلك مطلب ضروري وملح وحثنا عليه ديننا وأمرنا به.

وأضاف قائلاً: فالبليغ من خاطب كل قوم بلغتهم وبلسان حالهم، ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة في ذلك، وكذا صحابته الكرام الذين أوصلوا الدعوة الإسلامية إلى أقاصي الأرض لكل قوم بلغتهم، وبالوسيلة التي تؤثر فيهم والتي لا تتعارض مع الثوابت الشرعية التي لا يمكن الخروج عنها، وانظر في توجيه النبي - صلى الله عليه وسلم- إلى معاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن فهو منهاج عمل في كل شؤون الحياة حتى في الجوانب السياسية منها.

وعن خطة إصدار كشاف عن الأوقاف في العالم الإسلامي التي سيناقشها المؤتمر قال الدكتور المطرودي: إن الأوقاف من سنن الإسلام التي يجب على المسلمين التنادي بها والعمل على تحقيقها ومن ثم حفظها والعناية بها, وهذا الكشاف إنما يهدف إلى تحقيق ذلك في البلاد الإسلامية، مبرزاً أن الحوار منهاج إسلامي، والفظاظة، والغلظة ليستا من منهج ديننا..{وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حين تبنى انعقاد الحوار العالمي فإنما يسير وفق منهاج الإسلام في الدعوة وتبليغ رسالة الإسلام والإعذار عند الله لمن لم تبلغه رسالة الإسلام. ومؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية من الوسائل والقنوات التي يمكن أن تحمل تلك الرسالة وتبلغها من خلال مؤتمراتها القادمة - إن شاء الله.

وأبان رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر أن قضية التنصير في بلاد المسلمين من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المؤتمر، وذلك لأهمية هذا الموضوع، واهتمام المؤتمر به يأتي إدراكاً من أصحاب المعالي الوزراء المعنيين بأهميته وضرورة أن تقوم الوزارة المعنية بما يجب عليها في هذا الصدد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد