السعي للتطوير مطلب وضرورة، وهو من الأمور التي يحث عليها الإسلام في جميع مناحي الحياة، فهذه البنية الاقتصادية وهذه المرافق الخدمية وهذه المنابر الإعلامية وغيرها كثير. إنّ هذا الاهتمام بكل أشكاله وجميع مناحيه، مما يطمح له كل شخص مخلص ينشد الرقي لمجتمعه، ولكن هذا الطموح يتطلّب منا جميعاً النظرة المتكاملة التي تؤكد على رسوخ الهوية الإسلامية وأصالتها، وما عدا ذلك يأتي على هيئة جهد منقوص لا يلبث إلاّ اليسير ويظهر نقصه والحاجة إلى استكماله.
ونحن في هذه الأثناء نلمس مدى الإبداع في بعض المشاريع الهندسية والأحياء الجديدة، وهو جهد تشكر عليه الجهات المسؤولة عن تنظيمة وإنشائه، إلاّ أنّ روعة هذه المشاريع تحرك في النفس مقترحاً نشد من خلاله على أيدي المسؤولين لمزيد من العناية بالمشروعات التي تعمر النفوس وتقرب القلوب من ذكر الله عبر بناء المساجد والمصلّيات ودعم المشاريع الدعوية بما يحقق التمازج المطلوب من استثمار النهضة العمرانية والتقنية، ومزجها في بوتقة واحدة لتشكيل المجتمع المسلم، ذلك المجتمع الذي استفاد ويستفيد من النهضة العالمية، ويوظفها بباقة خاصة تعكس صورته وتمثل هويته.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أهمية تكثيف الجهود التكاملية للجميع التي تميز بها المجتمع المسلم، والذي يعمل كالجسد الواحد والتي تحتم دراسة ما يتم تنفيذه في جميع مناحي الحياة من جميع الجوانب، والتي تأخذ الناحية الشرعية مثل إقامة المصليات، واللوحات الإرشادية، والإعانة على الاهتمام بالوسائل المعينة على إيصال الرسالة التوعوية لمرتادي المرافق قبل افتتاحها للعامة، مما يعين على التكامل في الأداء الحسي الإسلامي في التصميم، وسهولة متابعة الأجهزة الأمنية والدينية لاحقاً، لكي تؤدي هذه المرافق الدور المؤمل منها على أحسن وجه، ولتكون سفير الخير للوطن والمواطن ومنبر روحانية لكل مرتاد لهذه المرافق.
وقبل أن أختم أقول بأنّ هذه المرافق التي بتنا نراها ونلمس الإبداع في تنفيذها، لا يعني إضافة مقترح لها دلالة نقص فيها أو انتقاص الجهد المبذول فيها، ولكنه في سبيل السعي للأفضل، ونسأل الله التوفيق والسداد.