إن الصدقة من أعظم القربات وأجل الطاعات ومن رحمة الله بعباده أن جعل من الصدقة ما هو تطوع ومستحب زيادة على الصدقة الواجبة لينال المؤمن فضلها ويستظل بظلها قال عليه الصلاة والسلام: (المؤمن تحت ظل صدقته يوم القيامة) وقال: (إن الله يربي الصدقة كما يربي أحدكم فلوه) وقال: (ما نقص مال من صدقة) وقال: (والصدقة برهان) وغير ذلك من النصوص الواردة في فضل الصدقة وبعض الناس يحرم نفسه من ثواب الصدقة بحجة أنه لا يستطيع البذل بسبب ما عليه من الديون وما شابه ذلك، والجواب عن ذلك أن فضل الصدقة يحصل ببذل الشيء اليسير الذي لا يضر الإنسان ولو بشربة ماء أو بشق تمرة أو حبة عنبة قال تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} وقال عليه الصلاة والسلام: (اتقوا النار ولو بشق تمرة) فحري بالمؤمن أن يحرص على الصدقة في كل يوم وأن يلتمس أهل الحاجة والفاقة وليعلم أن ما أنفقه سيخلف عليه، وقد جاء في الحديث الصحيح (ما من يوم يصبح فيه العباد إلا ملكان يقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاًَ تلفاً).. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.