عندما زرت دوحة قطر في مهمة عمل سنة 1983، وكنت آنذاك في بدايات سنواتي الأولى في عملي كصحفي متعاون، التقيت الأستاذ محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وكان حينها رئيساً لنادي الريان في عصره الذهبي، حيث كان يضم في صفوفه نخبة من أبرز نجوم الكرة القطرية وفي مقدمتهم الثعلب منصور مفتاح.. في ذلك اللقاء لمست لدى ابن همام الطموح الكبير في الارتقاء بمستوى الكرة القطرية من خلال قيادته للريان، وتحدث وقتها عن طموحه بأن يرى الكرة الخليجية في المقدمة عربياً وآسيوياً.
وبعد حوار جميل أدركت أن طموح هذا الرجل سوف يتخطى رئاسة الريان - أحد أعرق أندية قطر - إلى رئاسة اتحاد الكرة القطري، بل إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو ما حدث فيما بعد، حيث اعتلى هرم قيادة الاتحاد القطري، ومن ثم انطلق للجان الاتحاد الآسيوي والدولي أيضاً، حتى انتهى به المطاف رئيساً لاتحاد الكرة الآسيوية وعضواً في تنفيذية الفيفا.
** تدرج ابن همام في تحمُّل المسؤوليات بدءاً من خدمته في نادي الريان، ومروراً بالاتحاد القطري، وانتهاء برئاسة الاتحاد الآسيوي ولا شك أن هذه الرحلة العملية الطويلة قد أكسبته خبرة كبيرة وظّفها كما يجب لتطوير الكرة الآسيوية، التي شهدت بعد توليه مسؤولية القيادة قفزة كبيرة، لا في تنظيماتها الإدارية فحسب، بل امتدت إلى المستويات الفنية والتنافسية، فشاهدنا قوة في شخصية الاتحاد ولجانه، وتنظيماً منضبطاً لمسابقاته التي أصبحت مطلباً ومطمعاً لأندية ومنتخبات القارة بشكل اختلف كثيراً عن السابق.
** في سباق الانتخابات لعضوية تنفيذية الفيفا بين الشيخ سلمان آل خليفة والأستاذ محمد بن همام كانت المنافسة حامية ومثيرة، وحظيت بمتابعة كبيرة من أنصار الطرفين ومن المحايدين أيضاً، ولم يعكر صفوها سوى حالات الخروج عن النص التي حدثت من ابن همام من جهة والشيخ أحمد الفهد من جهة ثانية، وهو الخروج الذي لم يجد القبول من المحايدين، ولا من العقلاء من أنصار الطرفين المتنافسين.
** لا جدال في أنه يحق لكلا الطرفين البحث عن الفوز وكسب الأصوات المرجحة، لكن على أن يتم ذلك بعيداً عن تبادل الاتهامات التي أساءت إلينا كخليجيين، ولا سيما أنها استغلت من أطراف تعمدت سكب النار على الزيت، سعياً نحو تأجيج الخلافات بين أبناء الخليج الواحد، وهو ما شاهدناه وسمعناه من أحد الأعضاء العرب وهو يلقي كلمته في جلسة الانتخابات، حيث حاول من خلالها تعبئة طرف على الطرف الآخر بطريقة فيها من العدوانية والكراهية الشيء الكثير، كما شاهدنا وسمعنا في جلسة الحوار التلفزيوني التي جمعت ابن همام بعد فوزه ومعه بعض مؤيديه من عرب آسيا، حيث وجدنا تسابقاً في اختلاق قصص ومواقف غايتها الإساءة لأطراف خليجية لأهداف لا تخفى على العقلاء.
** أحترم في ابن همام طموحه وسعيه للنجاح، وقد أكون أحد الفرحين بفوزه لمعرفتي بخبرته الثرية وشخصيته القيادية، ولتوقعي أن لديه القدرة الكافية على تطوير الكرة الآسيوية، لكنني في المقابل لم أكن أتوقع أن يبدو متوتراً قبل الانتخابات، ومن ثم شامتاً - وبطريقة لا تليق بكفاءة قيادية - بعد نجاحه في الفوز بمقعد عضوية الفيفا، وفي المقابل كان الشيخ سلمان آل خليفة أكثر هدوءاً ومنطقية في تعامله مع الحدث، سواء قبل الانتخابات، أو بعد ظهور النتائج، ونجح في كسب 21 صوتاً مقابل 33 صوتا لابن همام، وهي نتيجة ممتازة - رغم خسارة المقعد - لأن هذه المحاولة أكدت على قدرته على منافسة رئيس الاتحاد الذي قد يكون ممسكاً بمعظم الأوراق بحكم المنصب.
** انتقد البعض ذهاب بعض الأصوات العربية للشيخ سلمان، ونادى بوجوب توحيد الصوت العربي لصالح ابن همام، ونسي هؤلاء أن المنافس الآخر عربي وفوز أي منهما هو فوز للعرب جميعاً.
أخيراً، نُهنئ ابن همام لفوزه، ونتمنى منه أن يعيد النظر في تعاملاته المستقبلية مع من وقفوا ضده قبل مؤيديه، وعليه أن يطبق مقولة: (تواضع عند النصر وابتسم عند الهزيمة)، ولا سيما أنه بحاجة لتعاون الجميع لتطوير الكرة الآسيوية.. والتهنئة موصولة للشيخ سلمان، الذي حقق - رغم الخسارة - نتيجة مشرفة تقبَّلها بروح رياضية عالية.
باختصار
** قناة art الزعيم لم ترتق ولو للحد الأدنى لطموحات الجماهير الهلالية.. فالبرامج المقدمة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، ومعظم ساعات البث عبارة عن تكرار لبعض الكليبات التي ملَّها المشاهد.. القناة لم تواكب الإنجازات التي حققتها الفرق الهلالية، ولم تستفد من المكتبة الثرية التي أهداها للقناة مؤسس الهلال الشيخ عبد الرحمن بن سعيد.. إمكانات القناة بدت متواضعة، واستمراريتها بهذا الضعف فيه إساءة للنادي وعدم التقدير لجماهيره.
** غياب لجنة الانضباط عن بعض الأحداث التي تستوجب حضورها يؤكد أن الكلمة ليست للوائح ولكنها - مع الأسف - لصاحب الصوت الأعلى.
mohd2100@hotmail.com