* لم يشهد نادي الرياض المخضرم في مسيرته الكروية التي تجاوزت العقد الخامس بسبعة أعوام من عمره التأسيسي.. أحوالاً متردية وأوضاعاً حرجة.. مقلوبة بزاوية ميل تصل إلى 180 درجة مثل هذا العام، حيث تكالبت عليه الظروف المادية والفنية من جميع الاتجاهات بصورة مؤسفة ومؤلمة كادت أن تقذف به إلى عالم النسيان وغياهب المجهول بعد صراع مثير من أجل البقاء في الدرجة الأولى مع الفرق المهدَّدة بالهبوط.. لولا الله ثم الانتصارات الأخيرة التي حققها الفريق الأحمر مؤخراً أمام سدوس والتعاون والفتح ومنحته تذكرة البقاء في الأولى.. ولا شك أن عودة الدكتور (صلاح السقاء) للنادي بعد انتهاء تفرّغه العلمي (خارجياً) الذي حصل عليه من جامعة الملك سعود - ستة أشهر -.. كان له مفعول السحر في نفوس ووجدان طلاب المدرسة.. فقد حرص (الخبير النفساني) على تواجده وحضوره للبيت الأحمر من أجل شد أزر لاعبي المدرسة وتعزيز الروح المعنوية لهم عبر محاضراته المتخصصة في ظل الأوضاع المتردية الفنية والنفسية التي تشهدها المدرسة.. وكانت لهذه المبادرة وهذه الوصفة السحرية الأثر البليغ في فوز الرياض في أهم مواجهتين كانتا تحددان مصيره إما البقاء أو الرحيل المر إلى غياهب المجهول أمام سدوس والتعاون، فقد كانت تلك المحاضرات سبباً مباشراً في تجاوز النادي العريق كبوته وضمان بقائه بجهود مدربه الوطني القدير خالد القروني الذي كان بالفعل المدرب الأنسب للرياض في أصعب مراحله وانتشاله من مغبة الهبوط بدعم (نفساني) قوي ومباشر من الخبير المتخصص في علم النفس الرياضي (صلاح السقاء).. ليثبت أبناء النادي (المخلصون) أنهم رجال مواقف وأزمات.. هكذا تتجلَّى قيم الانتماء ومبادئ الولاء في أحلك الظروف والأحوال من محبي وأبناء المدرسة (الغيورين).