Al Jazirah NewsPaper Wednesday  27/05/2009 G Issue 13390
الاربعاء 03 جمادىالآخرة 1430   العدد  13390
أضواء
نافذة مصر
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

بعد أن خُيَّبت الآمال بالزيارة التي أنجزها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعجز الرئيس أوباما على إعادة نتنياهو وفريقه الحاكم في إسرائيل إلى جادة السلام، فإن الأنظار متجهة إلى القاهرة حيث يتوقع وصول الرئيس الأمريكي إليها في الرابع من الشهر القادم، فهذه الزيارة تخرج من كونها زيارة رئيس دولة لدولة أخرى، مهما بلغت أهمية الدولة التي يزورها -وهي كذلك- كدولة محورية وإقليمية رائدة عربياً وإفريقياً وإسلامياً.

كما أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما رئيس الدولة الأعظم في الوقت الحاضر، إلا أن زيارة أوباما تعد بدء التفاهم وتصحيح الأوضاع مع الدول العربية التي عانت كثيراً من سياسة الانحياز الأمريكي السافر للعدو الإسرائيلي من قبل الإدارة الأمريكية السابقة التي فاقت كل سابقاتها من إدارات لدعم الظلم الاسرائيلي وانتهاك حقوق العرب الشرعية في فلسطين.

لهذا واعتماداً على تاريخ طويل من التعامل الأمريكي غير المنصف مع القضايا العربية ينتظر العرب جميعاً - وليس المصريين فحسب- زيارة أوباما إلى القاهرة، وبخاصة أن مصادر البيت الأبيض قد أفصحت أن الرئيس أوباما سيعلن عن توجهات السياسة الأمريكية في عهد إدارته، وكيفية تعاملها مع القضايا العربية، وأنه سينتهز وجوده في القاهرة ليعلم العرب جميعاً بمحاور هذه السياسة، وبخاصة كيفية التعامل مع القضية الفلسطينية ومسألة إحلال السلام في المنطقة العربية.

(نافذة مصر) يريدها أوباما أن تكون مثل (نافذة تركيا) التي أعلم العالم الإسلامية بمحاور السياسية الأمريكية تجاه القضايا الإسلامية، إلا أن المحللين يرون أن هناك اختلافاً كبيراً فيما ينتظره العرب؛ وما سيعلنه أوباما في القاهرة أكثر مما أعلنه في أنقرة.

فالنافذة التركية استغلها أوباما لإظهار استعداد أمريكي لتعامل إيجابي مع القضايا الإسلامية وإرجاع سيف محاربة الإرهاب إلى غمده وتوجيهه إلى القوى التي تثير الإرهاب، وألا يؤخذ كل المسلمين بجريرة نفر من الإرهابيين، وأن الإرهاب غير محصور بالمسلمين؛ فهناك جماعات إرهابية من معتنقي الأديان الأخرى، وأن الإرهاب لا يقتصر على دين واحد وعلى قومية محددة ولا جماعة بعينها.

أما ما ينتظر من أوباما في القاهرة فغير ذلك، فالعرب جميعاً وأولهم الفلسطينيون ينتظرون من أوباما كيفية عمل الأمريكيين على وقف عراقيل حلفائهم الإسرائيليين -الذين يغذونهم بالسلاح والمال- أمام إقامة الدولة الفلسطينية كدولة مجاورة لدولة إسرائيل التي تحظى بحراسة ودعم الأمريكيين، وكيف سيعمل أوباما على إعادة الحق وإقامة الدولة الفلسطينية التي عاصمتها القدس، وكيفية حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

هذه الأسئلة التي تدور بذهن كل عربي يُنتظر إجابة لها من سيد البيت الأبيض، ولكن عبر نافذة مصر.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد