الجزيرة- عبدالله البراك

دعا وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف إلى التأمل في مسيرة وإنجازات مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه قبل 28 عاما، ومقارنة الوضع بماكان قبل ذلك ليؤكد من خلال تلك المقارنة على أهمية تبني فكرة التكامل الاقتصادي الخليجي.

ورداً على من ينتقد تلك المسيرة باعتبار أن هناك بطئا في تحقيق ما كان مستهدفا قارن العساف بين ما أنجز على صعيد التكامل الاقتصادي الخليجي وما أنجز على الصعيد العربي الذي بدأ الحديث عن سوق عربية مشتركة حتى قبل أن يدخل الاتحاد الأوروبي منطقة التجارة الحرة، وشتان بين ما أنجز على الصعيدين مؤكدا بذلك على أهمية ما أنجز من خطوات في التكامل الاقتصادي الخليجي، ذاكراً أهم المحطات التي مر بها بدءاً بمنطقة التجارة الحرة عام 1983م، ثم تطبيق الاتحاد الجمركي عام 2003م، ثم إعلان قيام السوق الخليجية المشتركة عام 2007م اعتباراً من الأول من يناير 2008م، لينتج عن ذلك كله نمو اقتصادي ملحوظ بنسبة 30 في المئة بالمتوسط سنويا منذ عام 2003م وحتى عام 2007م. وأضاف الدكتور إبراهيم العساف خلال الملتقى السابع العاشر لجمعية الاقتصاد السعودي أمس الثلاثاء أن ما يميز تجربة دول المجلس في مسيرتها التكاملية ويؤكد واقعيتها أنها لم تتبع مراحل التكامل الاقتصادي بشكل حرفي بل كان هناك تداخل في هذه المراحل في ظل توافر مقومات التنفيذ لأي خطوة يتفق على تنفيذها، معلقاًَ أنه لو انتظرت دول المجلس حتى يتم الاتفاق على كامل متطلبات المنطقة الحرة لتأخر التنفيذ ولطال انتظاره كما حدث في إطار المنطقة العربية الحرة.

كما علق وزير المالية على الطريقة الحكيمة التي تعاملت بها دول المجلس مع التحديات التي واجهتها عند الاتفاق على الخطوات التنفيذية للاتحاد الجمركي، والمرونة وتأجيل تطبيق بعض القرارات المتعلقة بالممارسات الاقتصادية لبعض الدول عندما لا تكون جاهزة لذلك.

وفي ختام حديثه أكد حرص المملكة واهتمامها البالغ بشئون المجلس، وسعيها الدؤوب لتنفيذ متطلبات التكامل الاقتصادي الذي يهدف إلى تعزيز وتقوية المجلس وتمكينه من تحقيق أهدافه، وأثنى على النجاح الذي حققه المجلس الذي أثبت -ومع مرور الوقت- على الرغم من التحديات التي واجهها، قدرته بكل كفاءة على التعامل معها ومع كل المستجدات بما يحقق تطلعات مواطنيه.

في المقابل رأى سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس شرف الجمعية خلال اللقاء السنوي السابع عشر (التكامل الاقتصادي الخليجي) أن التطورات الاقتصادية والمالية والعالمية قد أوجدت تحديات فرضت على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي العمل من أجل معالجتها وتعزيز التعاون والتنسيق بينها. وبين الأمير عبدالعزيز أن اللقاء يهدف إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الاقتصادات الخليجية وطرح الحلول والمقترحات التي تسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي.

إلى ذلك رأى رئيس مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية الدكتور فهد البادي أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية شهد خلال السنوات الخمس الماضية تسارعا نحو مزيد من خطوات التكامل الاقتصادي لافتا النظر إلى أنه اقتصاديات دول المجلس شهد خلال الفترة الماضية معدلات عالية للنمو الاقتصادي وتحقيق العديد من الإنجازات على صعيد تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة.