«الجزيرة» - عبدالكريم الشمالي - الرين - مبارك الجليغم:
أنقذت القدرة الإلهية مواطنين من موت محقق بعد أن علقت سيارتهما بنفود الصدر الأعلى. وتعود تفاصيل الحادث - بحسب نائب الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة الرياض الملازم أول عصام الشهري - إلى أن عمليات الدفاع المدني تلقت بعد منتصف ليلة السبت الماضي بلاغاً يفيد بوجود شخصين مفقودين شمال إحدى المزارع المشهورة في منطقة نساح، وعلى الفور تحركت 4 فرق بحث من الدفاع المدني من محافظتي المزاحمية والقويعية، وبدأت عملية البحث عنهما، وعند الساعة السادسة صباحاً بدأت تتضح معالم آثار أحد الأشخاص التي تأكدت من خلال جواله الذي وجد مرمياً على الأرض وشماغه وبعض قطع من ملابسه على مسافات متباعدة، حيث عثر عليه صباح السبت في حالة إعياء شديد. كما كشف الشهري أنه بعد ذلك تم الوصول إلى موقع الشخص الآخر في حالة إعياء شديد في منطقة رملية عالية ووعرة وتم نقله مع زميله إلى مركز الصدر الصحي لتلقي الإسعافات والعلاج. من جانب آخر تحدث ل(الجزيرة) مالك السيارة وابن الأخ الشقيق لأحد المفقودين عبدالله القحطاني مشيراً إلى أن عمه هباش القحطاني خرج فجر يوم الجمعة هو والمواطن علي القحطاني للنزهة شرق الرين، وعند اقترابهما من نساح اتجها إلى النفود وكانت الساعة تشير إلى السادسة صباحاً من يوم الجمعة غاصت سيارتهما في الرمال وتوقفت تماماً. وبعد خمس ساعات من الحفر تحت عجلات السيارة أعياهما الظمأ فقررا تركها ومواصلة مسيرهما وتوغلا داخل الرمال وأخذت الرمضاء تلهب أقدامهما بحرارتها؛ مما جعلهما ينزعان ملابسهما مكتفيين بلبس ما يستر عوراتهما. وبعد سيرهما وبدء حلول ظلام الليل عليهما اختلفت عليهما الاتجاهات وازداد بهما الظمأ والجوع وانهارت قواهما وضعف حيلهما فسقط (علي)، بينما قرر هباش المواصلة في السير بخطى متثاقلة، وبعد بضع كيلوات خطف الجوال إشارة واحدة للإرسال قرابة الساعة الحادية عشرة ليلاً فاتصل، وقال: نحن في منطقة رملية شمال مزارع العذل وسيارتنا متعطلة فنحن على وشك الهلاك. وانقطع الإرسال وعلى الفور تم الاتصال بالدفاع المدني بالمزاحمية والقويعية وتحركت منهما فرق بينما انطلقنا مع عددٍ من الأقارب واتجهنا إلى الموقع واستمر البحث طوال الليل حتى بزوغ الفجر مع فرق الدفاع المدني مشكوراً، وتم الاستعانة بمواطن يدعى ابن جربوع آل شريم الذي يسكن قرية قريبة للنفود بحكم معرفته بالمنطقة، وبعد عدة كيلو مترات وجدت السيارة عالقة في الرمل ثم تم اقتفاء الآثار، وبجهود ومتابعة من الدفاع المدني وبعد مسافة 15 كيلو متراً وجدوا (علي) ملقى عن الأرض إلى جوار إحدى فتحات بئر ارتوازية كانت تراوده نفسه بالسقوط فيها من أجل الحصول على الماء فاقداً للوعي، وبعد مساقة عشرة كيلو مترات وجد العم (هباش) كذلك ملقى على الأرض في حالة فقدان للوعي. وقدم المواطن عبدالله القحطاني شكره وتقديره لرجال الدفاع المدني ضباطاً وأفراداً بمحافظة المزاحمية والقويعية، وكذلك للمواطن ابن جربوع آل شريم وأبنائه للجهود التي بذلوها.