الجزيرة - واس:
أكد وزير الخدمة المدنية محمد بن علي الفايز أن ما تحظى به مؤسسات التعليم العالي في المملكة ومن بينها جامعة الأمير نورة بنت عبدالرحمن من اهتمام خاص من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله- جعل من التعليم العالي هدفا ساميا ضمن إطار إستراتيجية شاملة لمناطق المملكة كافة، وخير دليل على ذلك توسع الدولة في افتتاح المزيد من الجامعات في مختلف مناطق المملكة ودعم ذلك التوجه بميزانيات ضخمة إذ بلغت في العام المالي الحالي 1430هـ ما يزيد على (31) ألف مليون ريال.
وبين معاليه خلال لقائه أمس بمنسوبات جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في قاعة الأمير نايف بكلية التربية في الأقسام الأدبية للجامعة في الرياض أن من بين الأدوار التي تقوم بها وزارة الخدمة المدنية في الوظيفة العامة الدور الرقابي المتمثل في الرقابة على حسن تطبيق أنظمة الخدمة المدنية والتثبت من نظامية القرارات الوظيفية التي تصدر عن الجهات الحكومية والتأكد من دقة السجل الوظيفي وشموليته لكل موظف وموظفة إلى جانب الدور التنفيذي والذي منه شغل الوظائف الحكومية التي تدخل في اختصاص الوزارة لتلبية حاجة الجهات الحكومية من القوى العاملة الوطنية المؤهلة إلى جانب الدور التطويري من خلال البحوث والدراسات التي تعدها الوزارة بهدف تطوير أساليب العمل وتحديث اللوائح بحثا عن الأفضل وتجاوبا مع المستجدات في الخدمة المدنية.
وأوضح معاليه أن عمل المرأة يأتي في مقدمة أولويات الدولة -حفظها الله- لحرصها على تشجيع جميع القطاعات الحكومية والأهلية للاستفادة من الطاقة البشرية النسائية عن طريق فتح المزيد من مجالات العمل المناسب بطبيعتهن والمتفق مع (الثوابت) ومع ما وصلت إليه المرأة السعودية -بحمد الله- من مكانة متقدمة في العديد من مجالات العمل، مشيراً إلى أن عدد الموظفات في القطاع الحكومي المشمولات بنظام الخدمة المدنية والتقاعد المدني وصل حتى نهاية العام 1429هـ ما يقارب (300.000) موظفة سعودية في مختلف المجالات أبرزها التعليم العام، والتعليم العالي، والصحة، والخدمة الاجتماعية.
وأضاف أن العدد يقارب ما نسبته (35%) من مجمل العاملين في الدولة المشمولين بنظام التقاعد المدني بل إن نسبة الموظفات في بعض القطاعات تفوق نسبة العاملين من الرجال كما في التعليم العام، مشيراً إلى تبوء المرأة المناصب القيادية في الدولة أبرزها تعيين سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود مديرة لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالمرتبة الممتازة وتعيين نورة الفايز نائبة لوزير التربية والتعليم لشؤون تعليم البنات كأول امرأتين بالمرتبة الممتازة إضافة إلى شغل عدد من النساء وظائف عليا قيادية بالمراتب (الحادية عشرة) فما فوق وما يعادلها في السلالم الوظيفية الأخرى مثل سلم رواتب أعضاء هيئة التدريس في الجامعات وسلم رواتب الوظائف الصحية.
واستغرب وزير الخدمة المدنية ما يطرح وبإصرار في بعض الصحف أن أنظمة الخدمة المدنية لا تولي المرأة الاهتمام الذي تستحقه، مؤكداً أن نظام الخدمة المدنية لا يفرق بين الرجل والمرأة من حيث مسميات الوظائف أو شروط التعيين كما لا يفرق بين الرجل والمرأة في الترقية والتدرج الوظيفي وما يتبع ذلك من راتب أو امتيازات مالية بل إن المرأة تتميز بحقوق وظيفية إذا دعت حاجتها الطبيعية أو الشرعية إلى ذلك.
وحول قلة الوظائف المتاحة للخريجات المستجدات في سوق العمل ووجود ما يتوفر منها في مناطق لا يرغبنها، قال معاليه: (إن شغل الوظيفة الحكومية مقصور على المواطن والمواطنة ولا يمكن شغلها بغيرهما إلا إذا تعذر ذلك بشكل قاطع لعدم وجود من تتوفر لديه متطلبات شغلها وفق ما هو محدد نظاما يقابل ذلك جانب مهم يتمثل في أن التوظيف في الخدمة المدنية مبني على الحاجة الفعلية في الجهاز الحكومي وليس بالضرورة بقدر ما يتوفر من وظائف شاغرة، والجهة المعنية بتحديد الحاجة الفعلية لما يجب شغله من وظائفها الشاغرة هي الجهة التابعة لها تلك الوظائف، ويستثنى من ذلك الوظائف المشغولة بمتعاقدين ومتعاقدات من غير المواطنين، إذ يتم توجيه المؤهلين والمؤهلات من المواطنين والمواطنات من قبل وزارة الخدمة المدنية وذلك بالنسبة للوظائف التي يقع شغلها ضمن اختصاصها).
وأفاد معاليه أن هناك عدم توافق بين مخرجات التعليم العالي في بعض التخصصات -سواء بالزيادة أو النقص- وبين أعداد الوظائف المتاحة حيث بلغ عدد المتقدمات على وظائف التعليم العام عام 1429هـ ما يقارب (280.000) متقدمة في حين أن عدد الوظائف المعلنة (17210) وظائف حيث تقدم لتخصصات العلوم الشرعية (56.690) متقدمة في حين عدد الوظائف المتاحة (3.551) وظيفة وتقدم لتخصص اللغة العربية (56.262) متقدمة في حين كان عدد الوظائف المعلنة (3.339) وظيفة أما تخصص الإنجليزية فقد بلغ عدد المتقدمات (1.029) في حين كان عدد الوظائف المعلنة لهذا التخصص 2.687 وظيفة كما لم يشغل من وظائف الرياضيات البالغ عددها 3.418 وظيفة سوى 1.757 وظيفة مبيناً أن هذا يدل على أن أعداد المتقدمات تتعدى عشرة أضعاف الحاجة الفعلية التي تعبر عنها الوظائف المعلنة ومع هذه الأعداد فإن هناك وظائف تبقى شاغرة في بعض المناطق والمقررات لعدم وجود متقدمات في نفس تلك التخصصات في مناطق تواجد تلك الوظائف أو عدم انطباق شروط الإقامة على بعض المتقدمات أو أن عدد المتقدمات على مستوى المملكة أقل من عدد الوظائف المتاحة في مجالات مثل بعض مسارات التعليم الخاص.
مؤكداً أن هناك عجزاً في تخصصات مهمة مثل الوظائف الطبية والصحية التي لا تزال الخدمة المدنية تستعين بغير السعوديين بما لا يقل عن (80%) أو أكثر للوظائف الطبية وبنسب مختلفة بعضها يفوق (60%) بالنسبة للتخصصات الصحية الأخرى، مشيراً إلى وجود ما يقارب من (37.000) وظيفة نسوية مشغولة بغير مواطنات منها ما يقارب (32.000) وظيفة في المجال الصحي وحده وما يقارب من (1.700) وظيفة في وظائف أعضاء هيئة التدريس في الجامعات إضافة إلى الوظائف العديدة الشاغرة فعلا في هاذين المجالين وهي غير التخصص أو الجنس (رجال، نساء) وهذه كلها فرص متاحة تنتظر الخريجات.
وطالب معاليه أن يتم التركيز على التخصصات التي لا زال سوق العمل في حاجة إليها وأن تقاس التخصصات التي بها وفرة في سوق العمل حاليا حسب الحاجة، مضيفاً أن مما يفتح مجالات أوسع وأرحب لعمل المرأة سواء في القطاع العام أو الخاص قيام الجهات المعنية بالدور المناط بها وفقا لقرار مجلس الوزراء رقم (60) وتاريخ 26-2- 1430هـ الخاص بزيادة فرص عمل المرأة في المجالات التي تناسبها في الأجهزة الحكومية حيث تضمن هذا القرار الكثير من الآليات التي ستسهم -بإذن الله- في استيعاب العديد من بنات الوطن في مجالات العمل الملائمة.
من جهتها قدمت سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن باسمها وباسم جميع منسوبات ومنسوبي الجامعة شكرها وتقديرها لمعالي وزير الخدمة المدنية على سرعة الاستجابة لطلب الجامعة بعقد لقاء مع معاليه، مشيرةً إلى استفادة منسوبات الجامعة من هذا اللقاء لما يتمتع به معاليه من خبرة واسعة حيث عمل في المناصب القيادية قرابة الخمسين عاماً منها 27 عاماً في منصب وزير لكل من وزارتي العمل والشؤون الاجتماعية والخدمة المدنية مما جعله مصدراً ومرجعاً مهماً.
وفي ختام اللقاء قدم وكيل جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتور وليد بن إبراهيم المهوس درعاً تذكارياً لمعاليه بهذه المناسبة.