كتب - غالب السهلي
بسبب حشرجة في الذاكرة كان ينبغي استخراجها بدلاً من حبسها لأن ذلك يؤدي إلى الألم وليس يراد بها الشكوى، وإنما إعلانها فيه شيء كثير من المروءة.
إن رموزاً من المنتمين للكيان التعاوني وهم سعداء بهذا الالتصاق السوي والقيمة التي لا تعادلها قيمة في حياة الأوفياء الصادقين وهم يناقشون أوضاع ناديهم وعدم مقدرة فريق كرة القدم الأول تحقيق الهدف الأسمى يدركون أن لحظات المجاملة والركون إلى سد فراغ كرسي الرئاسة ليس العمل الذي يجب أن تنتهي به كافة الآليات لاستكمال مسيرة النادي، حتى وإن اتضحت لهم الصورة برمتها بأن ما حدث للنادي وبخاصة خلال عمر الإدارة الحالية لم يكن بسبب يجهله الكبير قبل الصغير.
لذلك فمن غير المنطق أن يكون لتجديد الثقة بأفراد في المجلس الحالي دون آخرين كما طالعتنا الأخبار الصحفية مؤخراً والذي كان مفهومه أن الخلل يكمن في بعض أعضاء مجلس الإدارة الحالية، وبالتالي براءة الرئيس ومن لم تطله غائبة النقد من بقية الأعضاء، لأن كل من عمل خلال تلك السنوات الثلاث لم يكن ليجازف إلا وهو يهدف للإخلاص والوفاء وكذلك التطلع لنجاحات كبيرة لعل من أبرزها صياغة عمل متقن يُجنى من خلاله الصعود.
فالإدارة الحالية شأنها شأن الإدارات السابقة لاقت عنتاً كبيراً عبر أيام وظروف متعددة صعبة وكان الكل بإرادتهم التي تنبع من قيمتهم التعاونية في مستوى المسؤولية.. لكن ما حل بهم هم وغيرهم أن رغبتهم في تحمل وتخطي تلك الصعوبات جيرت لغيرهم وبالتالي غيب دورهم وعملهم ففقدوا التقدير المعنوي الذي يخفف من أعباء كل وهن أُصيبوا به.
وهكذا لا بد أن ينبش كل ما مضى حتى لا يتكرر السيناريو ويعرف بالتالي كافة العراقيل التي دفعت بأن تكون الإدارة الحالية غير قادرة وخلال ثلاثة مواسم على الارتقاء بالطموحات إلى نقطة الأعلى، لأن من مبدأ العدل والحقيقة أن التأكيد على استمرار طرح القضايا ومعرفة كل عمل تم إنجازه ومبررات إخفاقاته إن حدثت، كذلك التأكيد على انفتاح الخطاب الفكري بحرية مسؤولة يفهمها عضو الشرف والمشجع والإعلامي، وأيضاً أهمية توثيق العلاقة بين أعضاء المجلس الإداري فيما بينهم وفيما بين أعضاء مجلس الشرف والجمهور، وأخيراً العمل على إشاعة ثقافة بث روح التفاؤل والبعد عن ثقافة الإحباط وتأصيل ثقافة الرياضي المتقن القادرة على تحفيز العضو انتماءً وعملاً.
فالرئيس وعضو المجلس الإداري يعملون بشكل تطوعي.. ولذلك فما ينتظره هذا المتطوع أن يجد وعاءً مناسباً لحمل هذا العمل التطوعي، لا أن يجد أسراباً من الوشي والدس والاصطياد بالماء العكر، لأن السبيل الناجح في هذا المجال هو تقييم العمل فإن صلح فذلك هو المطلوب وإن قصرت نتائجه على العكس فالتغيير هو المهم كما هو في منظور علم التغيير الإداري، ونحن ندرك أن التغيير يطول حتى الفراش إذا أجهمت العين بطول السهر.
وأعضاء شرف التعاون وهم يجتمعون اليوم مطالبون بإلغاء أسلوب المجاملة والاهتمام باختيار الأنسب لناديهم، فإن كان تجديد الثقة بالرئيس وزملائه هو الاختيار فلا بد أن تُوضع كافة السلبيات على طاولة النقاش لأن الكلام والوعود وهي ضمن إطار سيناريو متكرر لم تعد مقبولة ما دام أنها فقدت المصداقية لدى الكثير من عشاق التعاون، وكذلك إن لم تُفعَّل طاقات الأعضاء فهم في الحقيقة بلا جدوى.
وإن كان خيار إبدال الإدارة الحالية وهو الأقل نسبة فإن المتقدم لا يحتاج سوى الثقة والوقفة الصادقة، فهو ليس بأقل قدرة من غيرة، والمجال مفتوح للعمل.
ولعل جماهير التعاون وهي تترقب نتائج الاجتماع التاريخي لتأمل من رئيس المجلس ونائبه وهم الأدرى بخبايا الأمور وفلسفة كل عمل أن يكون للواقعية دورها فليس أهم من قيادة الدفة التعاونية عمل آخر له فوائده الشخصية.. فما اجتمع قلبان في جوف رجل واحد، كما أنها تأمل وضع لجنة فنية خاصة بأمور الفريق تكون بعيدة عن الإطار الإداري الرسمي الحالي مهامها جلب لاعبين يُستفاد منهم لا أن يستفيدوا هم من مدخرات النادي.. والوقوف على آليات العمل وبالتالي تعميق دورها في شؤون كل لاعب حتى يحفظ حق النادي وحق اللاعب ويدفع لفعل ذلك الخوف من تكرار أحداث المواسم الماضية.
كما يأمل من المجلس الشرفي توضيح الأهداف توضيحاً يفهمه الجميع فمسألة البناء عفا عليها الزمن وسئم منها التعاونيون، ولأن غياب الهدف يفقد العمل مصداقيته.