الرواية الشعبية مصدر من مصادر التوثيق الشعري والتاريخي للجزيرة العربية والتي يعتمد عليها في النقل خاصة بما مرت به الجزيرة العربية في تلك الفترة من أحداث سياسية وشعرية قبل عدة قرون وكون أن التأليف في تلك الفترة كان شبه معدوم وكان الاعتماد الكلي على الرواية والرواية تنقل من شخص إلى آخر مع تتابع الفترة الزمنية واختلافها وقد يصاحب ذلك بعض التغيير في طرق النقل والإخراج بحسن قصد وقد يتصاعد هذا التغيير إلى أن يصل إلى تغيير وجه الحقيقة مع طول الفترة الزمنية وكون أن الجزيرة العربية كانت تحضن أغلب قبائل العرب فكان لها مبادىء وقيم قيمة تستحق المحافظة عليها وتستحق التدوين حتى تكون مرجعا للباحثين والمؤرخين المهتمين بتراث الجزيرة وقبائلها فإني أهيب بالأخوة المهتمين بالأدب والتراث بتحري الدقة في النقل والتأكد من مصدر المعلومة والتركيز على الوثائق والحقائق التاريخية وتحييد العاطفة لأن ما يكتبونه اليوم سيكون مرجعاً وحجة يحتج بها في الأجيال القادمة وحيث إن التاريخ القبلي يعاني من الهجوم الشرس من بعض الأقلام الحاقدة والتي وصل بها الأمر إلى تجريده من القيم والدين وصنفته ضمن العصور المظلمة مستغلين عدم وجود مراجع موثوقة وحتى يعتقد الناس أن تاريخ القبائل هو فقط غزو وحرب وقتل مبتعدين عن ذكر الأخلاق والضوابط الاجتماعية وحفظ العهد التي ذكرها بصورة مباشرة أو غير مباشرة المستشرقون في كتبهم وللأسف الشديد أن بعض أبناء القبائل انساق وراء زيفهم ووافقهم القول في ذلك دون مستند تاريخي موثوق وإنما كما عملت الشعوبية في العهد العباسي والتي حاولت قلب صورة التراث العربي ولا زالت آثارها باقية حتى الآن فلهذا فإننا نحتاج إلى رواة ومؤرخين أمينين يعون أهمية ذلك لنقل صورة تراث هذا الوطن وقبائله بصورته الحقيقية لسد الذرائع أمام الحاقدين والمغرضين وليست كما أرادت بعض الأقلام والتي لا تعي مسؤولية ما يكتب أو تجاهلها. إنا نحمل الجميع على حسن الظن والله أعلم.
majedhawash@windowslive.com