من المؤتمر الإعلامي الدولي الأول (مستقبل النشر الصحفي) الذي أُقيم في الرياض برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- ونظمته وزارة الثقافة والإعلام بالتعاون مع مؤسسة أفرا العالمية.. إلى عكاظية الشعر العربي في الجزائر في نسختها الثالثة التي كانت القدس محورها الرئيس هذا العام، وقد نظمت صحيفة الشروق الجزائرية على هامش العكاظية مؤتمراً صحفياً في مقرها لتكريم الإعلاميات المدعوات إلى العكاظية: خديجة بن قنة وسوسن الأبطح وأنا.
كان هذا المؤتمر الصحفي الذي تحدثت فيه كل منا فرصة لطرح وجهات النظر المختلفة وتلاقح الأفكار ما بين الصحافيين في مشرقنا وفي بلاد المغرب العربي ومناقشة عدد من القضايا الإعلامية والثقافية التي طرح الملتقى بعضها.
كان محور المؤتمر الصحافي مناقشة الحضور الجزائري في الإعلام العربي ومدى تفاعل الإعلاميين العرب مع الحراك الثقافي الجزائري، الآراء اختلفت وتعددت والأسباب كانت مقنعة حيناً ومتعثرة أحياناً.
الواقع الذي أكدته خديجة بن قنة هو المسؤولية التي تقع على كاهل الإعلام لإخراج الثقافة الجزائرية من محليتها عن طريق التسويق الإعلامي، فتعامل الإعلام حسب وجهة نظرها مع الثقافة الجزائرية ليس بمستوى هذه الثقافة المتنوعة والممتدة على مساحة كبيرة تعدل قارة والذي لا بد لمثقفيه ومفكريه وإعلامييه النهوض بثقافته والخروج بها إلى نطاق العالمية من خلال فضاءات متعددة.
خديجة بن قنة إعلامية استطاعت أن تحضر بجزائرها أينما حلَّت وحيث حضورها اللافت على شاشة الجزيرة بهذه الطلة البهية والالتزام الجميل والتواضع الجم الذي تفتقر إليه الكثير من إعلامياتنا وإعلاميينا.
كانت المرة الأولى التي ألتقي بها بسوسن الأبطح مسؤولة القسم الثقافي بجريدة الشرق الأوسط.. امرأة تبدو لبنان متجلية في الكثير من ملامحها ونبرة التلقائية والصراحة والقوة التي تميزت بها.
أشارت الأبطح إلى الإعلاميين والمثقفين السفراء الذين يمكنهم نقل ثقافتهم خارج حدود الوطن كما فعل شبوب أبوطالب الذي كان سفير الثقافة الجزائرية إلى صفحات الشرق الأوسط وهو صحفي جزائري يعمل في دولة قطر.
من وجهة نظري أن العديد من الأمور قد ساعدت على محو هذه القطيعة ما بين شرقنا وبلاد المغرب وأقصد القطيعة الثقافية التي كان من أبرز جسور هذا التواصل فكرة العواصم العربية الثقافية والأسابيع الثقافية العربية والمهرجانات ومعارض الكتب والبرامج التلفزيونية التي استطعنا من خلالها استضافة عدد من المثقفين مثل العلاَّمة عبد الهادي التازي من المغرب والدكتور يوسف بوفلاقة من الجزائر ود. فؤاد العروسي من تونس مؤخراً الذي استضفته في حلقة خاصة بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في الدار البيضاء بالمملكة المغربية أثناء كتابتي هذا المقال الذي أخّرتني هذه المناسبة العظيمة عن سرعة إرساله للحبيبة الجزيرة.
لا قطيعة ثقافية إذاً من وجهة نظري وبخاصة بين المملكة وتلك البلاد التي احتضنتها أرض المملكة في مناسبات عديدة واكبها الإعلام.
كل المحبة لبلادنا العربية من الشام لبغداد ومن نجد إلى يمن ومن مصر لتطوان وكل المجد لثقافتنا العربية المشرقة.
آخر البحر
تلك شمس الله تشرق في الجزائر
تمتطي الأرض جبالاً وسهولاً
تغزل الصبح ضفائر
maysoonabubaker@yahoo.com