ثلث المسلمين الذين يعيشون في أوروبا يتعرضون للتمييز العنصري!. هذه النتيجة الخطيرة خلاصة دراسة واسعة عن المهاجرين والأقليات العرقية في أوروبا ونشرت وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية تقريراً عنها، مطالبة دول أوروبا بمعالجة التمييز.
لكن كيف تتم معالجة هذا التمييز، في الوقت الذي يغذي فيه الإعلام الغربي الكراهية ويصور الآخر وخصوصاً المسلمين على أنهم أعداء للحضارة الغربية. لا شك في أن الشعوب الأوروبية تتأثر بهذا المحتوى الإعلامي المتواصل. فلابد من أجل القضاء على هذا التمييز أو التخفيف من حدته محاسبة المسؤولين عن وسائل الإعلام الذين يسمحون بنشر تقارير مغلوطة عن العالم الإسلامي، وعن الأقليات المسلمة في أوروبا.
لكن مع الأسف ما يحصل هو الدفاع عنهم بحجة الدفاع عن مبدأ الحرية الإعلامية. هذا المبدأ الذي لا نراه يطبق عندما يكون المستهدف إسرائيل على سبيل المثال. فأي محتوى إعلامي يشكك ولو من طرف بعيد بالمحرقة النازية، أو ما يسمى بالهولوكوست يتعرض صاحبه للمحاكمة!.
هذا التمييز المتواصل يخلق مشاكل أمنية خطيرة في أوروبا كما حصل في اليونان من اشتباكات بين الجالية المسلمة والشرطة خلال الأيام الماضية، وذلك إثر قيام أحد عناصر الشرطة بتمزيق مصحف وقيام مجهولين بحرق مصلى. حتى إن رئيس اتحاد مسلمي اليونان والمسؤول الرئيس عن الجالية المسلمة قال (إنها قنبلة موقوتة... لن تنفجر فوراً بالضرورة لكنها ستصبح مشكلة هائلة في السنوات العشر المقبلة).
ولذلك وقبل كل شيء يجب وقف الحملات الإعلامية المغرضة ضد المسلمين دولاً وشعوباً ورموزاً، ثم يأتي بعد ذلك التفكير في سبل العلاج الأخرى، التي لن تنجح في حين أن القلوب مليئة حقداً على الآخرين بسبب حملات التشويه المتكررة.
***
