تلقيت دعوة كريمة من معالي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية لحضور حفل الاستقبال الذي أقيم يوم الاثنين الماضي بمقر الأمانة بمناسبة مرور ثمانية وعشرين عاما على قيام المجلس وكان مشهد الحضور الكبير رائعا، شكل لوحة قوامها الحب وحميمية العلاقات بين أبناء دول المجلس التقوا في حضنهم الدفيء الذي جمع أطراف هذه الدول ووضعها على قلب واحد تؤطرها القواسم المشتركة في القيم والمبادئ والعادات والتقاليد، هذا المشهد كان الأكثر لفتا للأنظار شعرت فيه بالكثير من الغبطة وتصورت فيه مشاهد من كل دول المجلس استحضرتها ذاكرتي لكل زيارة قمت بها لهذه الدول وبشكل متواصل جمعتني بالكثير من التشكيليين في كل دولة، زرت فيها الجمعيات والمؤسسات التشكيلية وبعض مراسم الفنانين، هذا الشريط التشكيلي طرح أمامي سؤال كبير خصوصا ان في المقر بهو اتسع لهذا الكم الكبير من الضيوف فكيف لا يكون يوما ملتقى إبداعي يجمع فنون المنطقة شعرا وتشكيلا وفنونا شعبية ومسرحية، ويتم توظيف الملتقى للتعريف بدور الأمانة في دعم ثقافة أبناء الخليج، هذا الشعور قد يتحول لى فكرة اجزم أن أمين المجلس قادر على تحويلها إلى فعل وعمل وانجاز دوري في كل عام يجتمع فيه المبدعين الخليجيين ويجمع نتاجه في إصدارات مرئية ومقروءة ومسموعة توزع في مثل هذه المناسبة التي حظي فيها الحضور بالإصدارات الثرية للمجلس.

وإذا كنت قد عممت الحلم على مختلف الإبداعات فإن من حقي أن أضع الفن التشكيلي في المقدمة واقترح على معالي الأستاذ عبدالرحمن إقامة معرضا دوريا للفنون التشكيلية الخليجية يكون موقع إقامته مقر الأمانة تشكل لجنة إعداده من الجمعيات التشكيلية بالمنطقة.

أخيراً أشكر معالي الأمين على هذه الدعوة التي اكتشفت فيها كنزا لا يمكن التفريط فيه تمثل في تعرفي على المقر عن قرب مع ما ازدان به المقر من صور تمثل نماذج من تلاحم القادة وجهود الأمانة وملامح من واقع المنطقة البيئي والاجتماعي إضافة إلى لوحتين للفنان المبدع عبدالله المحرقي من البحرين شكلت بانوراما التقط عناصرها من مختلف فنون الخليج وعاداتهم وجمال البيئة بحراً وبراً.