مدريد - (د ب أ)
كشف تقرير جديد للاتحاد الأوروبي أنّ المسلمين في الدول الأعضاء بالاتحاد يشعرون بالتمييز ضدهم بشدة، لكنهم لا يبلغون الجهات المختصة عن أي ممارسات تمييزية يتعرضون لها إلاّ في حالات نادرة. ووفقاً لتقرير وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية (إف. آر. إيه) ذكر ثلث المسلمين الذين شملهم الاستطلاع أنهم تعرّضوا للتمييز خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، بينما قال حوالي 11 % إنهم وقعوا ضحايا لجرائم ذات دوافع عنصرية.
وجاء في التقرير الذي نشرت نتائجه أمس الخميس بالعاصمة الأسبانية مدريد، أنّ نحو 80 في المئة من المشاركين في الاستطلاع ذكروا أنهم لا يبلغون الشرطة أو أي منظمات معنية عن أي ممارسات تمييزية يتعرضون لها أو جرائم ذات دوافع عنصرية.
وترى غالبية تلك النسبة أنّ الإبلاغ لن يجدي، لأنّ الجهات المسئولة لن تتخذ إجراءً حيال الأمر.
وقال مورتن كجاروم مدير (إف. آر. إيه) إن نتائج التقرير تثير تساؤلاً حول ما إذا كان التمييز أصبح مقبولاً كنوع من (ممارسات الحياة اليومية).
وطالبت الوكالة بتعزيز ثقة الأقليات في السلطات والشرطة في الدول المضيفة، كما أكد كجاروم ضرورة وضع نظام قانوني يدافع عن ضحايا العنصرية، ليس فقط من الناحية النظرية، ولكن من الناحية العملية أيضا. ووفقاً للتقرير، يعزو المسلمون الممارسات التمييزية بحقهم في المقام الأول إلى لون بشرتهم وانتمائهم العرقي، بينما يرى غالبيتهم أن ارتداء الملابس التقليدية أو الدينية - مثل الحجاب - يلعب دوراً ثانوياً في تلك الممارسات. وفي المقابل، أرجع 10 % فقط من الذين شملهم التقرير ممارسات التمييز ضدهم إلى كونهم مسملين، فحسب.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذا التقرير جزء من دراسة أجريت على مستوى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول الممارسات التمييزية والجرائم ذات الدوافع العنصرية التي تعرض لها مهاجرون وأقليات عرقية.
وشملت الدراسة 23500 مهاجراً وأشخاصاً ينتمون إلى أقليات عرقية في الاتحاد الأوروبي.