لندن - لاس فيغاس - (رويترز) - (ا ف ب)
حذر رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون في تعليقات نشرت إمس أن التجارة العالمية قد تنهار ما لم يأخذ العالم خطوات منسقة وملموسة لتمويل تدفقات التجارة.
وقال براون في مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال إن الأزمة المالية العالمية تحولت إلى أزمة تجارية في ظل تضرر العديد من الدول المصدرة الكبرى ضرراً بالغاً من جراء التراجع وتأثر الدول النامية تأثراً شديداً بانخفاض الطلب.
وأشار إلى أن اليابان فقدت نصف سوق التصدير الخاص بها في الربع الأول من العام الحالي كما انخفضت الصادرات الصينية بنسبة 17% في العام الماضي مما تسبب في فقدان 26 مليون وظيفة.
وقال (التجارة ببساطة هي أسوأ ضحية للأزمة المالية العالمية في ظل وجود دائرة مفرغة نتجت عن انخفاض الصادرات مما تسبب في انخفاض الإنتاج وارتفاع معدل فقدان الوظائف واستمرار الانخفاض في طلب المستهلكين وفي الصادرات وما إلى ذلك).
وأضاف (لا يمكن حدوث انتعاش اقتصادي دون إنعاش التجارة العالمية. كانت التجارة الدافع وراء الانتعاش بعد الحرب في اليابان وألمانيا وسائر أنحاء أوروبا والولايات المتحدة كما كانت محرك النمو بآسيا في العقود الأخيرة). واقترح براون سلسلة من الخطوات من أجل إنعاش النمو تشمل ضخ كميات هائلة من الأموال لتمويل حركة التجارة.
واتفقت الحكومات خلال قمة مجموعة العشرين التي استضافتها بريطانيا في أوائل أبريل الماضي على توفير 250 مليار دولار لتمويل التجارة خلال الفترة من 2009 إلى 2011 كما كرر براون مطالبته للدول بالابتعاد عن سياسة الحماية التجارية وقال إن الحاجة إلى اختتام جولة الدوحة للتجارة الدولية أصبحت أكثر إلحاحاً.
وكتب براون يقول إن مئة مليون شخص آخرين سقطوا في براثن الفقر نتيجة للأزمة الاقتصادية. الى ذلك قال ديفيد بلانشفلاور عضو لجنة السياسة النقدية ببنك انجلترا المركزي إن العالم يجب ألا يفترض أن أسوأ مراحل الأزمة المالية العالمية قد انتهت.
وقال (ما أخشاه هو ظهور الفجر الكاذب مرات عديدة. لا يجب أن نفترض انتهاء كل شيء).
وتابع (يجب أن نعيد التفكير بالأمر. يجب أن نتخلص من العديد من النظريات الاقتصادية ونبدأ من جديد. كيف يمكن لأي شخص ألا يقول ذلك ونحن نمر بأسوأ أزمة مالية منذ مئة عام).
وأضاف (إنه شعور صعب عندما تكتشف أنك على حق حينما يكون الاقتصاد في وضع بالغ الصعوبة وعندما نواجه ركوداً هو الأضخم على الإطلاق).
وقال بلانشفلاور الذي بدأ التصويت على خفض أسعار الفائدة في أكتوبر 2007 مع ظهور البوادر الأولى للأزمة المالية إن واحداً من أوائل مواقفه المعارضة كان الجدال بأنه لن يحدث تضخم في الرواتب مثلما كان أعضاء آخرون باللجنة يتوقعون.
وتابع (كنت صوتاً وحيداً. واليوم نشهد أكبر انخفاض على الإطلاق في الأجور).
وأشار إلى أن البنك كان يركز تفكيره بصورة محدودة للغاية على التضخم ولذلك أبقى على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة.
وفي أمريكا أشاد باراك أوباما بنجاح خطته العملاقة للانعاش الاقتصادي التي واجهتها شكوك في بداية تطبيقها قبل أن تنجح في إنقاذ او إيجاد 150 ألف فرصة عمل بعد مئة يوم من انطلاقتها، بحسب قوله وقال أوباما إن هذه الخطة أتت ثمارها، خصوصاً في مجال الطاقة الذي بذلت فيه إدارته خلال أربعة أشهر جهوداً فاقت تلك التي بذلت خلال الأعوام الثلاثين الماضية.
وقال أوباما أمام جنود في قاعدة نيليس الجوية قرب لاس فيغاس: (قبل مئة يوم حين كنا في قلب أسوأ أزمة اقتصادية منذ خمسين عاماً، اعتمدنا خطة انعاش اقتصادي هي الأضخم في التاريخ).
وأضاف (بعد مرور مئة يوم بدأت النتائج بالظهور) وتابع (خلال هذه الأشهر القليلة نجح القانون الأميركي للنهوض وإعادة الاستثمار في إيجاد او خلق نحو 150 ألف فرصة عمل).ولئن لاقت هذه الخطة البالغة قيمتها 787 مليار دولار والقائمة على استثمارات في ورش عمومية كبرى لإيجاد فرص العمل وعلى تخفيضات ضريبية لتحفيز الاستهلاك، دعم الأميركيون حين أصدرها أوباما في 17 فبراير، فقد استقبلت بتشكيك من قبل خصوم الرئيس الجمهوريين ومن قسم من الخبراء الاقتصاديين.
وأكد أوباما أنه تم انقاذ وظائف من خلال شق طرقات والحفاظ على وظائف المدرسين وعناصر الشرطة أو عبر الاستثمار في الطاقات المتجددة.
وأقر مع ذلك (إنها ليست سوى بداية. ولا يزال هناك الكثير من الأميركيين العاطلين عن العمل والكثير من الأميركيين القلقين من احتمال أن ينضموا إلى لائحة العاطلين عن العمل).
وقال أوباما إنه بفضل الأهمية التي أولتها إدارته للطاقات المتجددة في خطة النهوض وإجراءات أخرى مثل المعايير الجديدة للتلوث واستهلاك السيارات من الوقود وفي انتظار قانون للطاقة هو موضع نقاش حالياً في الكونغرس، (فإننا أحرزنا تقدماً على هذه الجبهة في الأشهر الأربعة الأخيرة يفوق ذلك المسجل خلال العقود الثلاثة الماضية).