تحقيق - محمد بن سليم اللحام
في ظل اختتام البرنامج التدريبي المختص ب(المهارات الإعلامية للقيادات) الذي نظمته الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مدى أربعة أيام بالتعاقد مع جهة متخصصة في فندق الهوليدي إن في حي الازدهار واختتم نهاية هذا الأسبوع نجد أن هذا المنحى قد بات يرسم معالم جديدة من معالم التطوير في الرئاسة العامة، حيث ترجم التطوير هذه المرة مدى اهتمام الرئاسة بالجوانب الإعلامية وعلى مستوى نخبة من القيادات على مستوى مناطق المملكة في موضوعات عدة منها: (إبعاد الخطاب الإعلامي، وتطبيقات الوظائف الإعلامية في مجال أنشطة الرئاسة وأدوارها المجتمعية، وصناعة الرأي العام، وبناء الصورة الذهنية). ولأهمية هذا البرنامج تواجدنا هناك حيث كان هذا التحقيق:
رؤية وطموح
في البداية أوضح مدير عام التطوير الإداري المكلف بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبد المجيد بن محمد الجلاَّل أن هذا البرنامج وما احتواه من دورات تتمحور موضوعاتها حول أبعاد الخطاب الإعلامي ومتطلباته، وصناعة الرأي العام، وبناء الصورة الذهنية ومتطلباتها، وتطبيقات الوظائف الإعلامية في مجال أنشطة الرئاسة وأدوارها المجتمعية، هي انطلاقة مهمة لتنفيذ رؤية معالي الرئيس العام وطموحاته، لتطوير المهارات الإعلامية لقيادات الرئاسة ومسؤوليها، لقناعة معاليه بأهمية قطاع الإعلام بأدواته المتعددة، واتساع تأثيراته المجتمعية، وأنه أداة مهمة للتعبير عن الآراء والأفكار الإنسانية بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والوعاء الذي يفترض أن يحتضن ويستوعب كافة تيارات المجتمع الفاعلة، بكل ما تحمله من رؤى وأجندة حيال قضايا المجتمع. وبما يستلزم بالتالي ضرورة قيام الهيئة بفتح قنوات اتصال مع كل الأدوات الإعلامية الفاعلة، من أجل تجسير الأفكار والرؤى، وتوسيع عناصر الالتقاء والتقاطع والاتفاق، وتضييق عناصر الخلاف والاختلاف، ومناقشة المقترحات والشكاوى، بما يسهم في إدراك هذه الأدوات الإعلامية، أو على الأقل أغلبها، لطبيعة رسالة الهيئة في حراسة القيم والفضائل، وأنها تعمل في إطار نظم وتعليمات ومهام محددة، وإزالة الرواسب النمطية العالقة في فكر بعض الإعلاميين عن الهيئة.
وأضاف كما يسهم كذلك، بالمقابل، في استيعاب الهيئة لطبيعة الحراك الإعلامي، وأدواره، والاستفادة من طروحاته لمعالجة وتطوير الأداء، فالطرح الإعلامي الإيجابي الذي مبناه الإصلاح والتطوير، ويتعاطى مع مؤشرات الإنجاز بعين الرقيب المتابع يُسلِّط الضوء على الإشكاليات والقضايا، دون تضخيم أو تهويل أو تعميم، ويقترح الحلول وسُبُل المعالجة. وهذا الطرح الإيجابي عنصر مهم في تفعيل العلاقة وتعزيزها بين الوسائل الإعلامية من جهة، وجهاز الهيئة من جهة أخرى، بما يصب في المحصلة النهائية في صالح الرفع من قدرات هذا الجهاز، وتحسين منظومته البنيوية، وتعزيز شراكته المجتمعية في سبيل المحافظة على مكانة هذه الرسالة وقيمتها السامية. وسوف تواصل الرئاسة العامة تنظيم المزيد من الدورات والملتقيات لنشر ثقافة الاتصال والتواصل الإعلامي بين منسوبيها.
آفاق الإعلام
وأما الدكتور عبدالرحمن بن عمر المدخلي مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة جازان فقال: لقد سعدت كثيراً بحضور هذا البرنامج واستفدت منه كثيراً في هذا المجال، خصوصاً أن المادة العلمية قد أعدها متخصصون وتلامس واقع عملنا، وقد تطرقت لكثير من جوانب الخطاب الإعلامي والطرق المثلى للتعامل مع وسائل الإعلام في عصر الإعلام الذي نعده شريكاً لنا في عملنا. وقد فتح هذا البرنامج بما حواه من دورات لنا كثيراً من آفاق الإعلام الرحبة وأصبح من السهل التعامل معها والإفادة منها وهناك طرائق شتى يمكن توظيفها لعمل الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتحقق كثيراً من أهدافها في هذا المجال من أهمها الخطاب الإعلامي الهادف البناء ليحقق الدور الواعي والمؤمل من الرئاسة العامة.
تطوير القيادات
أما مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة عسير الشيخ عامر بن عبد المحسن العامر فقال: إن توجه الرئاسة في عقد هذا النوع من الدورات تميز غير مسبوق فالقائد الناجح بحاجة ملحة إلى أن يكون صاحب ثقافة واسعة، ويمتلك مهارات فائقة تمكنه من تأدية رسالته على الوجه الأمثل.
وأضاف أن جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جهاز دعوي، أمني، تربوي وعمل بمثل هذه الضخامة من تعدد المسؤوليات وتنوعها بحاجة ماسة إلى قادة متمكنين من عملهم ولهم قدرة على التعامل مع جميع المواقف وخاصة في العلاقات العامة التي تعد الشريان النابض في عمل هذا الجهاز، فمعظم عملنا يحتاج إلى مهارات في الاتصال ومهارات في الحوار ومهارات في الإقناع والمدخل الأساسي إلى هذه المهارات والمعارف هو موضوع هذه الدورة (المهارات الإعلامية للقيادات) ولهذا نجد أن رسولنا صلى الله عليه وسلم نمّى في صحابته مجموعة من المهارات القيادية التي كانت سبباً رئيسياً في نشر هذا الدين العظيم.
وأردف الشيخ العامر وبما أن الإعلام يلعب دوراً مهماً في حياة الناس في هذا الزمن فلا بد من صقل القيادات بالدورات التي تنمي مهاراتهم الإعلامية وعليهم أن ينقلوا هذه الخبرة إلى زملائهم في الميدان عبر اللقاءات أو عقد دورات قصيرة يمكن من خلالها إثراء عملهم بكل مفيد وحتى ينشروا رسالتهم ويقوا مجتمعهم من شرور الانفتاح الإعلامي.
تقييم الدورات
أما الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة فقال: إن عقد مثل هذه الدورات في اعتقادي يجسد بالفعل التطور الاستراتيجي لمنسوبيها ويجد الاهتمام الكبير من معالي الرئيس العام معالي الشيخ عبد العزيز الحميّن وفضيلة الشيخ إبراهيم الهويمل، وقد كان بالفعل انتقاء المادة والمدربين انتقاءً موفقاً وكانت الفائدة ملموسة ولله الحمد، وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر المعالي الرئيس العام ولفضيلة الوكيل على هذا الدور الرائد.
مناشط تدريبية
من جانبه بارك مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة تبوك الشيخ سليمان بن سليم العنزي هذا البرنامج بقوله: نبارك مثل هذه المناشط التدريبية المجدية والرامية إلى النهوض بكفاءات رجال الحسبة في كافة الأصعدة وشتى الميادين والرقي بقدراتهم العلمية والعملية على حدٍ سواء وخاصة أنها تلامس الواقع ونخص الإدارة العامة للتطوير الإداري وإدارة العلاقات العامة والإعلام بالشكر والعرفان وكل من كان سبباً في عقد هذه البرامج التي من شأنها تطوير الرئاسة ورفع مهارات أفرادها، والسعي بهم إلى مواكبة الأحداث وملائمة الظروف وفق ما تمليه شريعتنا الغراء وتطلعات المسؤولين.
وأوضح أن أهمية هذا البرنامج التدريبي (المهارات الإعلامية للقيادات) تكمن بالنسبة لعمل الرئاسة في كيفية التعامل مع وسائل الإعلام بشتى أنواعها ومجالاتها وأساليب التعامل مع المواقف في ظل ما نعيشه من أهمية متنامية للإعلام بما يلائم الحال والمقال وكيفية بناء الصورة الذهنية لعمل الرئاسة وصناعة الرأي والخطاب الإعلامي بما يتفق مع المتغيرات المحلية والعالمية.
وخلص العنزي إلى القول بأن مجمل القول في محتوى هذا البرنامج أنه مميز وشامل ونثمِّن لمن اقترح هذا البرنامج التدريبي المميز، والذي ستبدو ثماره يانعةً وستتحقق نتائجه الإيجابية في العاجل القريب بإذن الله.
كلمة المدرب
بعد ذلك اتجهنا للدكتور عبد الله بن سالم باهمام المختص بالتدريب وسألناه عن تقييمه لمدى حاجة العاملين بالرئاسة لهذا الفن والصنعة؟ حيث قال في الحقيقة أي قطاع في الدنيا يحتاج إلى أن ينمي نفسه في الجوانب الإعلامية وما لم ينم نفسه في الجوانب الإعلامية سيكتشف أنه متأخر خاصة مع التطور في الصنعة الإعلامية وبالتالي فقطاع الهيئات مثل جميع القطاعات يحتاج إلى تطبيق، بل وتطوير مستمر في الجانب الإعلامي، مشيداً في ذات الوقت بالتفاعل الحاصل مع المتدربين، حيث قال: في الحقيقة أنا لما بدأت الدورة لم أكن أتوقع مستوى مشايخ الهيئة واكتشفت أن لديهم من العمق الشديد في الفهم الإعلامي ما لم يكن يخطر ببالي ورأيت من المشاركة شيئاً أكبر بكثير مما توقعت والحقيقة مجرد انضمام الهيئة للبرنامج يدل على الوعي الشديد لأهمية هذه الموضوعات ويعطيك دلالة على القدرات العالية.
وعن الأسس التي وضع على أساسها مفردات البرنامج بيّن الدكتور باهمام بأن المفردات وضعت من خلال الأساليب الإعلامية المعروفة للارتقاء بأسلوب الهيئة المتميز بخطابها الإعلامي ومن خلال السعي لجعله أكثر تميزاً والحقيقة أن المفردات في الدورة وضعت لتحقيق هذا الهدف وقد فوجئت بالمستوى العالي للمستفيدين مما جعلنا نحلق في آفاق أفضل بكثير مما كان مرتباً له ابتداءً.
وتحدث الدكتور باهمام عن حاجة الرئاسة لاستثمار الجانب النفسي والمعرفي في تطوير عمل الجهاز حيث قال جهاز الهيئة يتعامل مع البشر ويتعامل مع المجتمعات ولهذا فاحتياجه ينبع من تعامله مع البشر من الجانب النفسي واحتياجه للجانب الأخلاقي واحتياجه للجانب الاجتماعي فكلها جوانب مهمة وقد وجدت ولله الحمد من مشاركات المتدربين وعياً كبيراً لهذه القضايا، كما تم إثرائها بنقاش أفكار رائعة تدل على التصور الواضح له، وعناية الهيئة الدقيقة لمراعاة نفسها وأعتقد أنه قدمت كثيراً من الأشياء في الدورة التي ترفع هذا المستوى وتزيد من عطائه وسنرى آفاق الحق في المستقبل بإذن الله سبحانه وتعالى.
ودعا في ختام حديثه إلى الاستمرار في تطبيق الخط التطويري للرئاسة في الجانب الإعلامي أو في النفسي أو في الاجتماعي، داعياً لعقد المزيد من ورش العمل الداخلية لإثراء هذا الجانب ورصد كفاءته حتى يتحول إلى خطط متكاملة عملية لتحويل هذا الكلام إلى الميدان وحتى نرتقي بالمستوى الرائع الذي نحن فيه إلى مستويات أعلى وأفضل بإذن الله سبحانه وتعالى.