فإن يوم الجمعة يوم عظيم هدى الله أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- إليه وأضل الأمم الماضية عنه. فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم- (خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، وفيه خلق آدم عليه السلام، وفيه أدخل إلى الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة) أخرجه مسلم وقال أيضا: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا من الصلاة علي، فيه فإن صلاتكم معروضة) أخرجه أبو داود، وقال -صلى الله عليه وسلم- (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) أخرجه مسلم وفي يوم الجمعة ساعة الإجابة التي يجب اغتنامها بالدعاء، وهي ما بين أن يجلس الإمام على المنبر إلى أن تقضى الصلاة أو آخر ساعة بعد عصر الجمعة، وهذا أقرب الأقوال في تحديد هذه الساعة، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال: (فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه ) متفق عليه ومعلوم أن الذي ينتظر الصلاة فهو في صلاة تستغفر له الملائكة وصلاة الجمعة لا يجوز التهاون بحضورها لأنها فرض. قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ}وقال صلى الله عليه وسلم (لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين) أخرجه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم (من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه) أخرجه الخمسة؛ فالواجب العناية بحضور يوم الجمعة وشهودها مع المسلمين لما في ذلك الثواب الجزيل والخير العظيم وحصول العبد على مصالح عظيمة في الدنيا والآخرة.
* عضو الجمعية الفقهية السعودية