إنّ الأمة القوية ليست هي الأمة التي تكتفي ببناء جيوشها أو تقوية اقتصادها، أو عمران مدنها أو ثراء أفرادها، ولكنها الأمة التي يرضع أبناؤها مبادئها وأفكارها منذ فطامهم، لأنهم إذا تربّوا على المبدأ منذ صغرهم قاتلوا في سبيله إذا شبوا، ولم يتخلّوا عنه مهما كانت التضحية.
إنّ الأسرة هي المحضن الأول لكل فرد من أفراد الأمة، فإن كانت أسرة صالحة غرست في نفوس أبنائها مبادئ الإسلام، وقواعد التوحيد، ثم تأتي المدرسة بعد سن التمييز لترسخ المبادئ التي نشأ عليها الطفل في طفولته، ليكون البناء العقائدي لديه قوياً متيناً وبعكس ذلك يكون العكس والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنّ: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).
فإذا كانت الأسرة لا تراعي شرع الله تعالى فيما يسمعه أبناؤها وما يشاهدونه وما يتلقونه فلا ترتجى الأسرة حينئذ أن تبقى فطرة أبنائها على ما هي عليه، وإذا لم يكن التعليم مرسخاً لمبادئ الأمة فإنها حتماً ستنحرف عن المسار الصحيح.
* الرياض