ينقسم الوقت في حياتنا إلى نوعين أحدهما الوقت الذي نقضيه في حاجاتنا الأساسية مثل: النوم - الأكل - الراحة - العلاقات الأسرية والاجتماعية، وهو وقت لا يمكن أن نستفيد منه كثيراً في غير ما خصص له، ولا شك أن هذا الوقت على درجة من الأهمية لحفظ توازننا في الحياة، فبدون هذا الوقت لا يمكن أن نواجه تكاليف الحياة ونباشر السعي للكسب ونحقق أهدافاً، ولكن هذا الوقت يجب أن يكون في حدوده المعقولة فليس من الحكمة المبالغة في أوقات النوم أو الأكل أو الراحة أو تضييع الأوقات بينهما. والنوع الآخر هو الوقت الذي يمكن تنظيمه وإدارته ونجد جزءاً من هذا الوقت في الأوقات المخصصة للعمل والجزء الآخر في حياتنا الخاصة، وفي هذا النوع يكمن نجاحنا أو فشلنا، فهل نستطيع الاستفادة من هذا الوقت؟ ونديره بمهارة؟ وبهذا يكون للوقت نوعان:

1- نوع نستطيع تنظيمه.

2- نوع يصعب تنظيمه.

وعندما نحلل الوقت الذي يصعب تنظيمه نجد أن فيه الكثير من الأوقات الضائعة وغير المستغلة مثلاً: كم يأخذ منك وقت الغداء؟ وماذا تفعل في الوقت الذي يسبقه؟ كم عدد ساعات نومك؟ وماذا تفعل قبل أن تغمض عينيك لتنام؟ وكيف تقضي الدقائق التي تنتظر برنامجك المفضل؟ ولعلنا بعد أن نجري نظرة سريعة لواقعنا نكتشف أن هناك الكثير من الأوقات المهدرة ولا يستفاد منها!

ضع قائمة باسم (مضيعات وقتي) وتضم الأنشطة التي تأخذ الكثير من وقتك ولكنها لا تساهم في إفادتك لا دنيوياً ولا أخروياً. وبعد أن تحدد مضيعات وقتك وتدرك كم من آثارها السلبية التي آذتك تخلص منها بإدارتك الناجحة للوقت بالخطوات التالية:

* راجع أهدافك وخططك وأولوياتك:

فالإنسان الذي ليس لديه أهداف واضحة وليس لديه خطط وأولويات في حياته كيف يمكنه تنظيم وقته! وقد يكون لديك أهداف لكنك لا تحسن التعامل مع الوقت وتتهرب من مسؤولياتك وتغرق في مضيعات وقتك لذا عليك دوماً مراجعة أهدافك وخططك وأولوياتك.

* احتفظ بخطة زمنية لأعمالك:

إن الخطة الزمنية والتي تدون فيها المدة التي سوف تقضيها لإنجاز عملك تساعدك على الإدارة الجيدة لوقتك.

* ضع قائمة إنجاز يومية:

دون في قائمة الإنجاز اليومية الأعمال التي تريد أداءها وعند وضعك إياها تذكر أن تحافظ على هذه الممارسة يومياً وأن لا تبالغ في كتابة الكثير من الأعمال وحدد الأهم وانطلق منه وأعط نفسك راحة في الإجازات لكي لا يصيبك ملل الروتين.

* أغلق منافذ الكسل والتراجع:

النفس البشرية قد تهرب عندما تواجهها المهام الصعبة وتميل للكسل والراحة لذا عندما تهرب اطرح على نفسك هذا السؤال:

ما أفضل شيء أستغل فيه وقتي في هذه اللحظة وسوف يريحني إنجازه؟

وتذكر أن النجاح يبدأ بمواجهة المهمات الصعبة والإيمان بقدرتنا على تحقيقها.

* استغل الأوقات الهامشية:

في الوقت الذي يصعب تنظيمه أوقات كثيرة هامشية يمكن استغلالها مثلاً انتظار موعد الطبيب - الطائرة - الزائرون وذلك بالقراءة أو الذكر أو التفكر.

* لا تستسلم أبداً للأمور العاجلة غير الضرورية:

وهي أكبر المضيعات للوقت فالاستسلام لها يسلب الإنسان فاعليته ويجعل وقته ملكاً لغيره.

(إن الإنسان إذا نجح في تنظيم يومه نجح في تنظيم حياته).