الاقتراح العلمي الذي طرحه الإعلامي المخضرم والعضو السابق في مجلس الشورى الدكتور بدر أحمد كريّم عبر الجزيرة - الجريدة- والمتمثل في تحويل معهد إعداد القادة المنبثق من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى أكاديمية للعلوم الرياضية.. تحمل اسم رائد الحركة الرياضية الحديثة الأمير الراحل فيصل بن فهد.. تقديراً للدور الريادي الكبير الذي لعبه الأمير الراحل في بناء قواعد المنجزات الرياضية وإرساء دعائمها على أرضية علمية كانت منطلقاً لتحقيق العديد من المكتسبات والمعطيات التي شهدتها الرياضة السعودية في عهد رئاسته -رحمه الله- على مختلف الأصعدة والمستويات وسار على دربه من بعده الأمير سلطان بن فهد وفق منهجيته العلمية وفكره النيّر وسياسته الإدارية الحكيمة في قيادة العمل الشبابي والرياضي بكل نجاح.. هذا من جهة.. ومن جهة أخرى تأتي المطالبة بإنشاء هذه الأكاديمية للعلوم الرياضية استجابة لمتطلبات ومكونات حقبة العولمة الرياضية التي أصبح فيها العلم الرياضي الأكاديمي يشكل حجر الزاوية في منظومة النجاح ورأس الحربة في ترجمة الخطط العلمية إلى أهداف ذهبية في شباك الآمال والتطلعات التي ينشدها الجميع .. فمعهد إعداد الذي أُنشئ في تاريخ 22-11-1396 كان دوره مقتصراً على تنظيم وإقامة الدورات الرياضية القصيرة التي لا تتجاوز أياماً معدودة في الجوانب الفنية والإدارية والتطويرية والتنظيمية.. وذلك حسب متطلبات تلك المرحلة البدائية التي شهدت تأسيسه.. لكن الوضع في الوقت الراهن اختلف كثيراً فلم تعد الحاجة تستدعي استمرار المعهد بهذه المنهجية وهذه الطريقة التي لا تتواكب مع متغيرات وتحولات عصرنة الرياضة ولا تتماشى مع مناهجها العلمية واتجاهاتها الحديثة.. وربما أن تحويله إلى أكاديمية للعلوم الرياضية لتدريس مواد متخصصة في العلوم الرياضية.. مثل القانون الرياضي والاحتراف الرياضي وعلم النفس الرياضي وعلم التخطيط الرياضي والمحاسبة الرياضية وعلم الاجتماع الرياضي وغيرها من العلوم المماثلة.. لا شك ستنهض بالعمل الرياضي في قالبه العلمي والتخصص الدقيق وتخدم المنظومة الرياضية كثيراً.. بل من المتوقع أن تخرّج أجيالاً مزودين بالعلوم الرياضية العصرية بأساليبها الحديثة وتخصصاتها الدقيقة التي تكفل ضبط التطور والوهج الرياضي.. وحبذا لو تمَّ عقد اتفاقية مشتركة مع إحدى الدول المتقدمة التي تملك مثل هذه الصروح العلمية الرياضية مثل روسيا على سبيل المثال.. التي أنشأت جامعة رياضية تقدم 75 علماً أكاديمياً من العلوم الرياضية وأيضاً فرنسا واليابان والعديد من الدول المتقدمة للاستفادة من خبراتها في هذا المجال العلمي أو تكليف أحد بيوت الخبرة الرياضية أو أحد مراكز الدراسات والاستشارات المتخصصة بدراسة هذا الاقتراح ووضع تصور للأكاديمية فهذا بالتأكيد سيضمن أن بوصلة التخطيط العلمي تتجه بنا نحو مسايرة الإيقاع العلمي الرياضي مثل بقية الدول المتحضرة كروياً.. وبالتالي نستطيع أن نصل إلى فكر تعليمي رياضي على مستوى عال من الكفاءة والجودة لنخرج أجيالاً متمكنة في هذا المجال الحيوي.
***
** جميل جداً أن نفتح نافذة الحوار الرياضي وسط أجواء مشبعة بالاحتقان والصراعات المؤججة.. ولعل ندوة (دور المؤسسات الرياضية في نشر ثقافة الحوار) التي نظمها الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضية بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز.. لا شك تمثل خطوه رائدة تهدف نحو تأطير أسس ومنهج الحوار وتأصيل قيمه التربوية وتعزيز دوره في البناء الرياضي كسلوك يفرضه ديننا الحنيف.
** كان من المفترض على اللجنة المنظمة للندوة العلمية للحوار.. دعوة جميع رؤساء الأندية ومديري تحرير الأقسام الرياضية في الصحف المحلية والقنوات الرياضية.. لحضور مثل هذه الندوات الثرية لتكون الفائدة ذات قيمة أعم وأشمل.. في ظل غياب الأندية والإعلام الرياضي عن حضور هذه الندوة.
** مركز الأمير عبدالله الفيصل للناشئين والشباب بالنادي الأهلي مشروع ضخم وعملاق لبناء وإعداد المواهب السنية علمياً.. هذا الصرح الرياضي المتكامل يؤكد أن الخطط الإستراتيجية الأهلاوية بقيادة (روح الأهلي) خالد العبدالله.. تسير وفق منهجية علمية وأساليب احترافية تتماشى مع مكونات العلمية الرياضية.
** النفساني الرياضي (صلاح السقاء) قدم من خلال محاضراته العلمية وصفة علاجية نفسانية لطلاب المدرسة أنقذت الرياض -النادي- من كارثة السقوط.. هكذا الرياضة.. علم أكاديمي يُدرَّس..!!؟
** في اللقاء التاريخي الذي نُشر مع ابن سعيد في عكاظ.. ذكر اسم مؤسس أهلي الرياض (الرياض حالياً) عبد الله الزير في ثنايا الحديث وتمت الإشارة إلى عبارة -رحمه الله- ظناً من المحرر أنه متوفى!!.. وتصحيحاً لهذا الخطأ أن الزير 80 (عاماً) حي يرزق وما زال على قيد الحياة -متّعه الله بالصحة والعافية-.
** الشيخ عبد الله الزير -بالمناسبة- منذ 50 عاماً وبيته ما زال معموراً بالاستقبال والكرم والضيافة.. يجتمع في ديوانيته يومياً لاعبو أهلي الرياض القدامى ومحبو النادي وبعض الرياضيين من الأندية الأخرى.. يستعيد معهم الذكريات الماضية والزمن الجميل.. هكذا كان وما زال الشهم (عبد الله الزير) رمزا للكرم والسخاء وحسن الضيافة مع الجميع.
** للتاريخ وللمعلومية فقط.. الشيخ عبد الله الزير تبرع بمنزله عام 1373هـ ليصبح أول مقر لمدرسة الوسطى بعد تأسيس النادي الأحمر على يديه وقيام نشاطه في تلك الحقبة الفارطة.!!
** زمن الاعتماد على الخبرة السلبية والعمل الاجتهادي لم يعد له وجود في قاموس العلمية الرياضية باتجاهاتها الحديثة.. هكذا يقول المنطق والحال في أروقة بعض اللجان والبركة في القرارات ذات الاتجاه المعاكس...!
** الدكتور عبد الرحمن القحطاني نجم الهلال الدولي - سابقاً- يُعتبر الوحيد من نجوم الثمانينيات الميلادية الذين نجحوا في الجمع بين المستوى الفني العالي والخلق البديع والتحصيل العلمي الرفيع.. مثل هذه النماذج المؤهلة (علماً وفكراً واستنارة) يُفترض الاستفادة منها في البيت الأزرق أو في أحد مواقع الاتحادات الرياضية!
** عندما ظهر -قبل ثلاثة أعوام- رئيس الاتحاد السابق وعضو شرفه الحالي (منصور البلوي) عبر إحدى القنوات الفضائية وأعلن أنه (سيدمر) الأهلي.. لم يصاحب هذا التصرف المشين ردود أفعال إعلامية رغم فظاعة الكلام وإساءة التصرف.. بينما هاجموا الشيخ عبد الرحمن بن سعيد بمجرد أن أعلن أنه يكره النصر ولا يتمنى فوزه في أي بطولة فنعتوه بألقاب (...)!! سقطت معها كل قواعد الأدب والأخلاق والسلوك.. فقط لأنه مؤسس الهلال..!!
k-aldous@hotmail.com