من الموضوعات التي ناقشها المؤتمر الإعلامي الدولي الأول (مستقبل النشر الصحفي)، تطوير فرص الإنترنت والتدريب على نشر الأخبار في المستقبل، وما
يجب أن يعرفه كل صاحب محتوى من الأعمال الجوالة والطباعة الإلكترونية تقنية جديدة للصحافة الورقية.
وفي الجلسة الخاصة بفرص جديدة في الإعلام ذكر أحد المتحدثين نقلاً عن مصدر آخر أن الطباعة الورقية أي الصحف ستنتهي بعد عشر سنوات وتحل محلها الصحافة الإلكترونية وفي هذا الإطار فقد تناول أحد الكتاب هذا الموضوع (صحافة الإنترنت قواعد النشر الإلكتروني الصحفي الشبكي) وذلك نقلاً عن الشبكة المعلوماتية ويذكر الكاتب أنه ينبغي عند الكتابة للإنترنت فهم طبيعة نظام النص المتشعب الذي يضم عنصري الشكل والمحتوى ومراعاة أنواع قراء الشبكة واستراتيجيات القراءة المعتمدة في الإنترنت. فعناصر الكتابة الأساسية هي الكتابة أو التأليف ثم الإخراج فالطباعة فالعرض وينتهي النشر في شبكة الإنترنت بعرض المعلومات في أشكال مختلفة بغرض الاستهلاك في الشبكة نفسها وتحميلها على القرص الصلب أو أقراص التخزين الخارجية أو طباعتها على الورق وفي الحالة الأخيرة تتيح بعض المواقع وثائق أو ملفات بغرض الطباعة. ويتطلب إنشاء المواقع الإلمام بمجموعة من القواعد والعناصر التي تكون في مجملها أسساً تساعد على يسر القراءة ويسر الحصول على المعلومات من الموقع، وأهم هذه القواعد الإلمام بلغة ترميز النصوص المتشعبة أو ما يتطور عنها والطرق المختلفة لتصميم الموقع والعناصر المكونة للموقع والصفحة وقبل كل شيء الفهم الصحيح لماهية الموقع وصفحة الويب وأنواع الصفحات ومكوناتها. ومن أهم الاعتبارات الخاصة التي يجب النظر إليها قبل وأثناء وبعد إنشاء المواقع هو ضمان نفاذية الموقع وقابليته للاستخدام، علاوة على ذلك ينبغي الأخذ بعين الاعتبار قواعد عدة مثل سرعة التحميل وتوظيف عناصر التصميم لخدمة موضوع الموقع وعدم الإسراف في استخدام وسائل الإبهار كما توفر شبكة الإنترنت عدداً من الأدوات التفاعلية لمساعدة الصحفي في الاتصال بالقارئ مثل وصلات البريد الإلكتروني المباشرة والنشرة الإلكترونية وساحة الحوار وأدوات استطلاع الرأي المباشر وأدوات الإستبيان التي تظهر نتائجها فوراً ومجموعات الحوار. ويشير الكاتب إلى أنه لا يمكن أن تنشأ الصحافة العربية على الإنترنت دون هدف ودون جذور ودون فهم لطبيعة النشر الصحفي في الشبكة فلابد من التخطيط لإنشاء الصحيفة بشكل متكامل تتضح عبره أهداف الصحيفة وغايتها.
إن وجود الصحافة العربية اليومية في شبكة الإنترنت مع الانتشار الواسع والتطورات التي تحدث لها في أوقات متقاربة مع تطورات النشر الإلكتروني العربي يستوجب وضع هذه الصحف أمام البحث العلمي الجاد. فالصحافة العربية على شبكة الإنترنت تنمو بشكل واضح ولا تمضي فترة طويلة إلا وتؤسس صحيفة جديدة أو قديمة موقعاً لها على الشبكة.
وقام الكاتب بدراسة تحليلية للصحافة العربية على الإنترنت بهدف دراسة خصائص النشر الصحفي باللغة العربية والتعرف على أساس غياب ميزات الإنترنت في هذه الصحافة وشملت الدراسة 331 موقعاً عربياً هي مواقع صحف يومية أو أسبوعية أو شهرية. ويشير إلى أن المشاكل اللغوية تعوق تطور وانتشار المواقع العربية بسبب عدم الاتفاق على مقياس معياري موحد لجداول الحروف العربية، أما على الصعيد التكنلوجي الرقمي فهناك هوة تفصل دول العالم المتقدم عن دول العالمي النامي. ويشير تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2002م الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن المنطقة العربية تأتي في ذيل القائمة العالمية فيما يخص عدد مواقع الإنترنت وعدد مستخدمي الشبكة، أما نسبة العرب من مستخدمي الإنترنت فهي 0.5% من مستخدميها على المستوى الكوني علماً بأن العرب يمثلون أكثر من 5% من سكان العالم. ويخلص الكاتب إلى أن الصحافة العربية على شبكة الإنترنت ما زالت قاصرة عن استخدام أساليب ومميزات النشر الإلكتروني ولم يتبلور إدراك كامل لطبيعة الصحيفة الإلكترونية كما أن الصحافة العربية ما زالت في مرحلة البداية بالنسبة لوجودها في الشبكة، إذ ما زالت ذهنية النشر الورقي هي السائدة في معظم الصحف وغالبية هذه الصحف لا يتم تحديثها على مدار الساعة بل هي نسخة إلكترونية للصحيفة التي صدرت في الصباح مما أدى إلى إهمال الإمكانيات التفاعلية للإنترنت، وما زالت بعض المواقع تنشر مادتها بصيغة الصورة مما أفقدها ميزة أرشفة المعلومات.
وبنيت الدراسة أن 76.4% من الصحف تقوم بتحديث مادتها بما في ذلك الأخبار بعد مرور 24 ساعة وينحصر هذا النوع في الصحف ذات الأسماء التقليدية المعروفة، أما الصحف التي تقوم بتحديث مادتها باستمرار وفقاً للمتغيرات وتنشر الأخبار والصور الإخبارية وتجري اللقاءات السريعة فهي مجموعة الصحف التي نشأت في بيئة الإنترنت ولا تسندها أسماء صحفية معروفة، وهذه تعتمد على جهاز تحرير مستقل ومراسلين يمدون الموقع بالأخبار التي تنشر من مواقعهم أو على خدمات وكالات الأنباء أو على ما تنشره الصحافة المتوفرة في شبكة الإنترنت أو باستخدام نظم طلب الأخبار الآلية. ويقول الكاتب إن الصحافة العربية على الإنترنت لا يمكن أن تنشأ وتتطور بمعزل عن حزمة من المؤثرات والتطورات في البنى التحتية للاتصالات والحاسوب في العالم العربي، لذلك يجب أن تتطور هذه البنى بما يسمح بإنشاء صحافة إنترنت عربية تتماشى مع خصائص وتقاليد هذا النوع من النشر الصحفي.
ويبقى التساؤل ما هو مستقبل الصحف الورقية هل ستتفوق عليها الصحافة الإلكترونية وتنحيها جانباً من الحياة العامة التي تدخل البيوت يومياً وتحيلها للتقاعد. أم سيكون للقائمين على الصحافة الورقية رأي وموقف وأساليب وطرق أخرى لمواجهة المد الصحفي الإلكتروني.
ثم ألا يمكن أن يكون مستقبل الصحافة الورقية ومستقبل الصحافة الإلكترونية بنفس الوزن والمستوى وأنهما يسيران في خطين متوازيين، فالهدف النهائي هو خدمة القارئ أينما كان وتوصيل المعلومة والخبر بأيسر الطرق وأسرعها وعلى الله الاتكال.