لعل من أبرز سمات ومعالم الشارع العربي اليوم هو شيوع مظاهر العبث والفوضى والضجيج والأنانية والزحام والإهمال وتجاوز الأنظمة المرورية وغير المرورية.
هذا التسيب وعدم الإحساس بالآخرين ومراعاة حقوقهم أدى إلى حالة من عدم الاطمئنان وعدم الاستقرار النفسي والوجداني للإنسان العربي ممارسات يومية كثيرة وأخطاء عديدة تقع أمام أنظار الإنسان العربي وقليل منهم من يحاول بإيجابية إصلاح ومعالجة هذه الأخطاء من تلقاء نفسه فالغالبية تظل في انتظار تدخل الجهات الرسمية لكي تتولى هي إصلاح هذه الأخطاء، لا أحد يكلف نفسه بمحاولة التفاعل بإيجابية مع الأحداث اليومية التي يقابلها في الشارع الذي أصبح يلقي بظلاله السوداء على نفسية المواطن العربي، فالزحام والفوضى والضجيج انعكست على حياة هذا الإنسان بشكل تلقائي وهو ما جعله إنسانا خائفا وقلقا ومحبطا وغير سعيد مثل هذه الظواهر السلبية تحتاج إلى تكاتف كافة قنوات الإعلام المختلفة، فكما أن الإعلام قد يكون جزءا من المشكلة، فحري به أيضا أن يكون جزءا أصيلا مهما في حل المشكلة بحيث تتم معالجة هذه الإشكالية الثقافية والحضارية والسلوكية بأشكال إعلامية متعددة، والتركيز على البرامج التي يفضلها ويقبل على مشاهدتها معظم الشباب العربي، مثل البرامج الرياضية والشبابية وبرامج المنوعات والبرامج الخفيفة وبرامج المسابقات.
كما يمكن للإعلام أن يستفيد من القيم الدينية التي تحض على السلوك السليم ويقوم بتوظيفها بأشكال فنية مؤثرة.
من جهة أخرى يمكن لوزارات التربية والتعليم العربية أن تضمن مناهجها ومناشطها برامج مختلفة تعرف الشباب على أسلوب الحياة الصحيح والسليم، وكل هذه الجهود على أهميتها لا تعفي الأسرة العربية من القيام بدورها في تنشئة الأطفال والشباب وفق قيم الإسلام الخالدة.
الإعلام العربي اليوم مطالب بإلحاح بإصلاح وتقويم الشارع العربي وهو أحوج ما يكون إلى الإرادة الحازمة التي تعيد الأمور إلى مسارها الصحيح لكي تنعم الأمة بالسكينة والطمأنينة والسلام.
Malmadi777@yahoo.com