في إحدى خطبه في إطار حملته الانتخابية يقول أحمدي نجاد المرشح للرئاسة الإيرانية: (إذا فازت المعارضة اللبنانية - ويقصد حزب الله وحلفاءه - فسيصبح لبنان جبهة جديدة من جبهات المقاومة).
هذا القول الذي جاء في سياق تأكيد الرئيس الإيراني المرشح للرئاسة بأنه هو وجماعة حسن نصر الله في لبنان فائزون لا محالة مثلما أكد له (الخضر الذي جاءه في منامه لينقل له هذه البشارة، ويؤكد له أنه سينتخبه)..!!
هذا القول يصدر من مرشح ورئيس جمهورية ويحمل شهادة عليا في الهندسة..!! ولا ندري هل شهادة الدكتوراه التي حصل عليها موضوعها يختص ب(الغيبيات) وتفسير الأحلام أو في الهندسة كما يقولون.
المهم أن قول أحمدي نجاد يكشف أن تدخل نظام إيران في الشأن الداخلي قد دخل المرحلة الثانية، فبعد إقامة دويلة (ولي الفقيه) في جنوب لبنان، يريدون الآن بسط نفوذ هذه الدويلة على كامل الأرض اللبنانية بعد التحالف مع (الجنرال) الذي لا يهمه من يتحالف معه، فهو لا يهمه سوى أن يكون رئيساً للبنان حتى وإن جاء بمساعدة أعوان الشيطان..!!
الرئيس المرشح الذي يعد فوزه، وفوز جماعة ممثل ولي الفقيه في لبنان من المسلمات، وأن (الخضر) بشره بذلك، اعتبرته الأوساط السياسية اللبنانية تدخلاً فجاً في الشأن الداخلي، واستنكرت شخصيات سياسية ورموز سياسية لبنانية شيعية وسنية ومسيحية أقوال أحمدي نجاد، واعتبرته ترجمة لما يحلم به ملالي طهران بغرض التبعية وربط لبنان بإيران، وأنهم سيعبرون عن رفضهم لهذه التبعية والارتباط بالخارج من خلال صناديق الاقتراع، وأن نتائج الانتخابات ستؤكد وتعزز مشروع السيادة والاستقلال والدولة والاستقرار والازدهار الذي حارب من أجله اللبنانيون، والذي دفع رفيق الحريري وحزمة كبيرة من الشهداء أرواحهم من أجل ذلك، الرجال الذين لم يخضعوا ويستكينوا ويقبلوا بالتبعية والعمل لخدمة نظام متخلف، مثلما يفعل نفر قليل من الساسة الذين يطمعون أن تحملهم التبعية إلى قصر بعبدا.
واللبنانيون سواء أهل النخبة السياسية أو المواطنون العاديون يعون تماماً ويعرفون أن اختيار جماعة أنصار وكيل ولي الفقيه ستكرسه حاكماً بأمر لبنان وتقر كل جرائمه السابقة بعد أن أفلت بفعلته التي تمثلت في اجتياح بيروت وترويع أهلها.. ومثلما خطف جنوب لبنان وضاحية العاصمة الجنوبية يعمل على خطف كل لبنان..!!