واشنطن - رويترز
يلقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطابه المرتقب للعالم الإسلامي في العاصمة المصرية القاهرة يوم الخميس القادم الرابع من يونيو في محاولة للتواصل مع المسلمين الذين نفروا من سياسات إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.
وكان أوباما تعهد خلال حملته الانتخابية بالتوجه إلى العالم الإسلامي من خلال (منتدى إسلامي هام) خلال الأيام المئة الأولى لرئاسته. لكن وإن لم يحترم استحقاق المئة يوم فإن أوباما عازم على (توجيه رسالة أشمل حول الطريقة التي تستطيع بها الولايات المتحدة تغيير علاقاتها مع العالم الإسلامي إلى الأفضل) بعد التشنجات إبان رئاسة سلفه الرئيس جورج بوش.
ظاهرياً خطاب أوباما موجه لأكثر من مليار مسلم في جميع أنحاء العالم، ولكن من المرجح أن يركز على المسلمين في الشرق الأوسط. والعمل من أجل شرق أوسط أكثر استقراراً ورخاء يتفق مع مصالح الأمن القومي والمصالح الاقتصادية طويلة الأمد للولايات المتحدة.
واستعادة النفوذ الأمريكي في المنطقة أمر حيوي في إطار مساعي أوباما لنيل مساعدة الدول التي بها أغلبية مسلمة معتدلة للولايات المتحدة في مواجهتها مع إيران بشأن برنامجها النووي. وسيستغل الخطاب لدعم جهوده السابقة لاصلاح العلاقات مع العالم الإسلامي التي ساءت كثيراً بسبب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان والعراق. فضلاً عن أسلوب معاملة المشتبه في ضلوعهم بالإرهاب في القاعدة البحرية الأمريكية بخليج غوانتانامو وفي سجن أبو غريب في العراق.
وليست هذه المرة الأولى التي يسعي فيها أوباما للتواصل مع المسلمين، ففي خطاب تنصيبه في 20 يناير قال أوباما انه يسعي للتوصل لسبيل جديد للعلاقات مع العالم الإسلامي في المستقبل على (أساس المصلحة والاحترام المتبادلين). وكرر العبارة خلال زيارته لأنقرة في أبريل، حيث ذكر أن العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي لا يمكن أن تعتمد فقط على محاربة الإرهاب. وذكر حينئذ أنه سيكشف النقاب عن خطط محددة لدعم التجارة والاستثمار والتعليم والصحة في المنطقة في الأشهر المقبلة. كما أدلى بأول حديث تلفزيوني كرئيس للولايات المتحدة لمحطة عربية وكان أحد أول قراراته عقب توليه مهام منصبه اغلاق سجن جوانتانامو.
وكان البيت الأبيض قد دحض التكهنات بأن أوباما قد يستغل الخطاب ليكشف النقاب عن مبادرة سلام جديدة في الشرق الأوسط إلا أنه ذكر أنه سيتحدث عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
غير أن محللين يقولون انه ينبغي على أوباما إذا كان جاداً في تحسين العلاقات مع المسلمين أن يظهر لهم جديته بشأن تبني خطة سلام. ويضيفون أن عليه تقديم أكثر من العبارات الرنانة التي اشتهر بها وأن يطرح تفاصيل واضحة لما ينوي عمله لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والمسلمين.