طهران - أحمد مصطفي الخريف
قطع تفجير زاهدان الأجواء السائدة في إيران حيث تمضي الأحزاب وشخوصها في (متاهات) الحملة الدعائية؛ والحقيقة أن تفجير زاهدان جاء في توقيت تسعي فيه طهران إلى التقارب مع أمريكا لأجل الإمساك بملف العراق وأفغانستان أمنياً واقتصادياً؛ الاتهام الإيراني لأمريكا بأسناد جماعة (جند الله) السنية قوبل برفض أمريكي لأن الأخيرة لا تدعم تنظيم القاعدة ولكن إيران تسعي وراء اتهام أمريكا إلى الحصول على إدانة أمريكية لهذا الجناح، وبالفعل نجحت إيران وخطفت (التنديد الأمريكي) بالعملية ووصل التنديد إلى أن أمريكا تفكر بدرج تنظيم جند الله السني على قائمة الأحزاب الإرهابية؛ وإذا تحققت الخطوة الأخيرة فإن إيران ستضع ذلك في قمة مصاديق التغيير الأمريكي. والحقيقة إن تنظيم جند الله الذي يقوده عبدالمالك ريغي هو تنظيم سلفي لا يخفي ارتباطاته العقائدية والعسكرية بتنظيم القاعدة ويدعو التنظيم وعلى لسان قائده إلى تحقيق مطالب السنة في إيران والتي تختصر بالسماح لهم بممارسة طقوسهم الدينية واحترام عقائدهم.. في مقابل ذلك يؤاخذ أهل السنة في إيران على هذا التنظيم هو استخدامه (طريق السيف) لتحقيق أجندته، وهذا الأمر دفع أكبر علماء السنة في إيران المولوي عبدالحميد زهي إلى إدانة العملية الأخيرة في مسجد الإمام علي لأنها استهدفت جمعاً كبيراً من الناس الأبرياء.. وما بين حادثة (مسجد زاهدان) والحملات الساخنة للانتخابات الرئاسية ثمة ارتباط قوي؛ فقد حاول الرئيس نجاد وكادره الانتخابي إلى توظيف تلك الحادثة لأجندتهم الانتخابية؛ فقد أخذ رجال نجاد يتحدثون عن ضرورة الاستعداد العسكري لمواجهة الأعداء في الداخل والخارج وإن حادثة (زاهدان) أثبتت صحة النظريات النجادية في اليقظة والحذر وعدم التسليم أمام الأعداء والتأكيد على خط وقيم ولاية الفقيه. ولم يقتصر الحالة على رجال نجاد السياسيين بل تعدي ذلك إلى رجاله العسكريين حيث أدلي رجال الحرس بدلوهم، فقد أكد اللواء فيروز أبادي رئيس الأركان في الحرس الثوري: أن أمريكا وإسرائيل لهما بصمات في الحادث وأن هؤلاء الخبثاء (والكلام لفيروز أبادي) أن هؤلاء الخبثاء ما كان لهم أن ينفذوا مثل هذه الجرائم لولا العون الإسرائيلي والأمريكي)، وهكذا فإن حادثة زاهدان وظفت لصالح الحملة الدعائية ل(نجاد) لاسيما وأن الهجوم الذي وقع على مركز الانتخابي ترك نتائج إيجابية في طهران وجعل الإيرانيين يتعاطفون مع نجاد... لماذا؟.. يقول المحلل أحمد سليماني: إن الناس تعاطفوا مع الرئيس نجاد لأنهم اكتشفوا أن كلام الرئيس نجاد عن التهديدات الخارجية والداخلية لها مصاديق في الداخل على العكس من كلام موسوي وقاليباف وكروبي الذين أظهروا أنبطاحاً واستسلاماً أمام الزحف الأوبامي الوديع.. ويعتقد سليماني أن حادثة زاهدان تم توظيفها واستثمارها لصالح أجندة نجاد بشكل ذكي وواقعي ولكن على حساب الدماء الإيرانية.
وفي سياق الحملة الدعائية أكد محمد حسين منصوري - مساعد الحملة الدعائية لرئيس الوزراء الإيراني مير حسين موسوي- أن استطلاعات الرأي السرية في إيران كشفت عن تقدم واضح لمير حسين موسوي على الرئيس نجاد وقال منصوري: حتي نكون دقيقين في التصريحات أن هذه الاستطلاعات لم تكن استطلاعات الحزب بل هي استطلاعات الإذاعة والتلفزيون وهي استطلاعات محايدة لكن رغم ذلك فإن موسوي يتقدم نجاد. وفي مقابل ذلك شن رجال الرئيس نجاد هجوماً على الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني واتهموه بأنه وراء ترشيح مير حسين موسوي، وقال محمد رامين مستشار الرئيس نجاد: إن المعركة الانتخابية الحالية ليس بين الرئيس نجاد وموسوي بل هي بين الرئيس نجاد وهاشمي رفسنجاني.